تمثل الالتهابات مرحلة طبيعية من مراحل الشفاء من الأمراض، إلا أن الالتهابات المزمنة
تزيد من مخاطر الإصابة بمجموعة كبيرة من المشكلات الصحية، من بينها أمراض القلب والربو والتهاب المفاصل الروماتويدي.
وفي حين أن بعض الأدوية قد تساعد في علاج الالتهاب المزمن، يسعى الباحثون جاهدين
لإبراز تأثير النظام الغذائي على الالتهابات، كما فعل مؤخرا علماء بكلية الطب في جامعة ستانفورد الأميركية.
وأشارت الدراسة التي أجراها الباحثون إلى أن دمج الأطعمة المخمرة مثل
المخللات واللبن الرائب ومنتجات الألبان والجبن والزيتون وغيرها، في النظام الغذائي، قد يساعد في تقليل الالتهابات.
ونقل موقع “هيلث لاين” الطبي عن مديرة قسم طب الجهاز الهضمي في الجامعة الأميركية، إيلينا إيفانينا، قولها:
“إن الدراسة تبرز تأثير الطعام على ميكروبيوتا الأمعاء، مما يؤثر على باقي أجزاء الجسم، حيث تدعم الأغذية المخمرة وظائف الميكروبيوم”.
وتحتضن أجسامنا أعدادا كبيرة جدا من الكائنات الدقيقة، مثل البكتيريا والفيروسات والفطريات، وتُعرف باسم “الميكروبيوتا”
بينما يستعمل مصطلح “ميكروبيوم” لوصف الكائنات الحية الدقيقة، بالإضافة إلى عناصر المضيف المستمدة من مكونات البيئة التي تعيش فيها هذه الكائنات.
وتأتي أهمية “الميكروبيوم” من الدور الذي تقوم به مكوناته في هضم الطعام
وإنتاج بعض الفيتامينات، وتنظيم جهاز المناعة، وحماية بعض أنواع الكائنات الدقيقة المفيدة لنا من بعضها الآخر المسبب للأمراض.
وشملت الدراسة التي أجريت على مجموعة من الأشخاص البالغين، اعتماد نظام غذائي يشتمل على أغذية مخمرة أو غنية بالألياف لمدة 10 أسابيع.
وتوصل الباحثون، إلى أنه في مجموعة الطعام المخمر، أظهرت 4 أنواع من الخلايا المناعية نشاطا أقل
كما انخفضت مستويات 19 بروتينا التهابيا تم قياسها في عينات الدم
أي أن الأغذية المخمرة تقلل من تنشيط الخلايا المناعية التي تشارك سلبا في الالتهابات المزمنة.
وتعليقا على هذه النتائج، أوضحت إيفانينا: “تدعم النتائج العلاقة بين الميكروبيوم والجهاز المناعي المتورط في حالات
مثل الاضطرابات الهضمية وأمراض الأمعاء الالتهابية، فضلا عن حالات أخرى غير متعلقة بالجهاز الهضمي مثل التهاب المفاصل الروماتويدي وحتى السرطان”.