مع انتشار المظاهر المبالغ بها، والبذخ الذي تسابقت فيه العائلات خاصة النساء لإخراج الزفاف بأفضل صورة ممكنة، وُضع الزوجان فى مأزق بليلة العمر التى تحولت إلى كابوس وعبء ثقيل عليهم بسبب تنافس الأهل، خاصة الأب الذى يقع تحت ضغط العادات والتقاليد و “كلام الناس”
الأمر الذى يضطره بالنهاية لتقديم كل التنازلات التى تتنافى تماماً مع العقل حتى يحافظ على صورة الأسرة من الإنهيار أمام المجتمع، بعد أن دبت الخلافات بين الأسرتين بسبب من يقدم أكثر من الآخر.
تحولت الأعراس لحفلات مظاهر فارغة، خالية من أى مصدر للسعادة، وكأن الأسرتين أصبحوا مجبرين على الدخول لحلبة صراع يجب على كل واحد منهم أن يدفع فيها أكثر من الأخر، وفى النهاية يقف الزوج والأب مكبلين الأيدى بسبب الديون التى لا حصر لها.
لا يخفى على أحد أن ما تقوم به “بعض” النساء من تكاليف وتصنع سواءً بالمجوهرات أو الملابس أو حتى التخطيط للعرس نفسه يعد مرض من أمراض التباهى المنتشرة تلك الفترة.
فلا يعقل أن تقوم الأسرة بشراء كعكة زفاف من دولة أخرى، أو وضع بعض قطع المجوهرات أو الذهب على الكعكة لإغاظة الأخرين، أو الإتفاق مع أحد الفنانين الكبار لإحياء الحفل بتكاليف باهظة للغاية، حتى تثبت الأسرة للجميع أنها الأكثر ثراءاً والأرقى!.
قمة التناقض ما تقوم به الأسرة من تكاليف تتنافى تماماً مع الواقع المادى الذى تعيشه فقط إرضاءاً للأخرين.
حفلات الزفاف وما تشهده من بذخ وإسراف غير مبرر تخطت اللا معقول، فمن غير المقبول أن تنشب الخلافات بين الأسرتين بسبب عدم موافقة طرف على تقديم هدايا باهظة الثمن على المدعويين كتذكار.
تلك التصرفات تنعكس بالنهاية على الزوج أو الأب الذى يشعر بالعجز والضغط الشديد، ولا يقتصر البذخ على أسرة العروسين فحسب، فالأمر نفسه إنتشر بين المدعويين، فهناك حالة تنافس بين الحضور على من يقدم هدية أعلى قيمة من الأخر.
البذخ فى حفلات الزفاف منتشر بكثرة خاصة بين النساء، وبعض العائلات التى تحمل أسماء كبيرة، وكلها ممارسات لا معقولة ولا مقبولة فى المجتمع وتصل بالنهاية إلى خلافات لا حصر لها بين الأسرتين بسبب شعور أسرة بالنقص عن الأخرى.
وقد يتطور الأمر ويصل إلى حد “المعايرة”، ما يميت روح الود والمحبة بين الزوجين والأسرتين، ويبقى التنافس هو سيد الموقف، ونصبح أمام حفل ممتلئ بالخداع والنفاق، خالى تماماً من مظاهر الود والحب والألفه، وينتهى بحالة من الحزن بسبب ما ترتب عليه من مشاكل وإحباط نفسى بسبب الضغط المستمر وتراكم لمشاعر الغضب بين الرجل والمرأة بسبب ما أقدمت كل أسرة على فعله، ما يقتل الحب ويكون فى بعض الأحيان سبباً للطلاق وزوال النعم بسبب التباهى الذى هو بالأساس صفة من الصفات المذمومة.