التعاقدات عرض وطلب بين الأندية الرياضية، واللاعبين المحترفين. ومجرد عدم التوافق بينهم أمر وارد، ولا يوجد فيه خاسر، فالكل يسعى لمصلحته، لكن شاهدنا خلال الأيام الماضية ما حدث بعد تعاقد اللاعب تاليسكا مع النصر، وما حصل فيها من إقحام نادي الهلال، وتم تصوير الأمر على أنه إنجاز وإعجاز ضد الهلال، واعتباره خاسراً، وتسويق ذلك بين الجماهير، وهذا غير صحيح أبداً. لكن ماذا حصل، وكيف تمت الطريقة؟ باختصار كانت فقط نجاحا للنصراويين إعلامياً بتسويق الصفقة، وأنها كانت (صفعة) لجارهم، وأنهم استطاعوا كسب خدمات اللاعب، وإنجاز الصفقة في وقت قياسي، واستغلال ذلك أفضل استغلال. على النقيض تماماً كانت هناك صفقة المالي (ماريغا) القادم من الدوري الأوروبي، وهي صفقة رائعة للهلاليين، وتم إعلانها، والهلال كان فائزاً على منافسه فريق الشباب بخماسية رائعة، لكن لم يتم التفاعل والتعامل معها إعلامياً، والاستفادة من عنصري الزمان والمكان، فمرت مرور الكرام، وشاهدنا ردود الفعل من جماهير الهلال تجاه صفقة تاليسكا وتحميل إدارة فهد بن نافل مسؤولية ذلك؟!
لنقارن بين الناديين، لنرى من كان موقفه أقوى وأفضل في إعلان الصفقتين؟ بالتأكيد الهلال كانت ظروفه تساعده على الإعلان عن لاعبه، وهو يحتل الصدارة في الدوري ومتأهل لدور16 آسيوياً ونتائجه رائعة أمام جماهيره، عكس جاره النصر الذي يحتل المرتبة الخامسة في الدوري، وقد يخسر مقعده الآسيوي في النسخة القادمة لعدم احتلاله ترتيبا متقدما وخسارته اللعب على نهائي كأس الملك بعد إقصائه من الفيصلي على ملعبه.
المأخذ الوحيد على رئيس الهلال، هو خروجه في حسابه الشخصي في (تويتر) ورسالته لجماهير ناديه قبل مواجهة الأهلي في الجولة 28 من دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، وهذا وقت حساس جداً قد يؤثر على نفسيات اللاعبين والجماهير قبل المباراة المصيرية، ولكنها ذهبت بسلام على الهلاليين، واستطاعوا الفوز بخماسية.
خلاصة القول: الإعلام سلاح قوي للأندية؛ متى ما عرفت استخدامه ومتى تستخدمه ومتى تتجاهله، وهل نستطيع فعلاً القول إن النصراويين نجحوا في الصفقة وخسر الهلال (إعلامياً)؟
إضاءات
قد تمتلك مقومات النجاح والإبداع، وتستطيع فعلاً أن تنجح، ولكن تكون قد فشلت في استخدام التقنيات والإعلام بشكل صحيح، مما يقزم منجزك، ويجعله صغيرا، وهناك من يملك أصول ومهارات اللعبة الإعلامية بخبرة وذكاء فيستطيع من خلالها أن يجعل من إنجازاته القليلة (كبيرة) ويشاركه جمهوره الذي يعيش معه هذه الأحداث، وكأنهم حققوا المستحيل بالفعل.
Mohammed158888@