بكل وضوح وشفافية، وبذهنٍ متوقِّد قدَّم سمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله – في لقائه الذي تم بثه قبل أيام بيانًا شاملًا وافيًا بالأرقام والإحصاءات لما تمَّ إنجازه خلال المرحلة الأولى من رؤية المملكة 2030، تلك الرؤية الطموحة التي تتحرك فيها كل أجهزة الدولة بتوجيهات ودعم وعناية مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – أيده الله – فخلال الأعوام الخمسة الماضية تم تأسيس البنية التحتية للانطلاق في تنفيذ خطط الرؤية وبرامجها، وتمكين مبادراتها المختلفة، إذ تم بناء الهياكل المؤسسية والتشريعية، ووضع السياسات العامة لها.
وتؤكد المؤشرات ما حققته الرؤية من إنجازات في مختلف المجالات، فعلى الصعيد الاقتصادي تم توفير بيئة تدعم إمكانات الأعمال وتُوسِّع القاعدة الاقتصادية في المملكة، مما أدى إلى زيادة أصول صندوق الاستثمارات العامة لتبلغ نحو 1.5 تريليون ريال في عام 2020م بحسب الأرقام المعلنة، وتم تطوير التقنيات المالية، وتحفيز بيئة ريادة الأعمال؛ مما ساهم في جعل السوق المالية السعودية “تداول” إحدى أكبر 10 أسواق مالية حول العالم، كما تطور الاقتصاد الرقمي حتى أصبحت المملكة الأولى على مستوى مجموعة العشرين في مجال التنافسية الرقمية، وتمَّ تنشيط قطاع السياحة، ورفع نسبة إسهامه في الناتج المحلي، وتطوير وجهات سياحية متنوعة في المملكة، بهدف توليد فرص عمل جديدة للشباب في هذا المجال الواعد الذي سجَّل خلال السنوات الخمس الماضية نمواً بنسبة 14٪، مما جعل قطاع السياحة في السعودية الأسرع نمواً على مستوى العالم.
ولم تنسَ الرؤية الحفاظ على البيئة والحرص على استدامتها وحمايتها في خضم جهودها وسعيها الدؤوب لتطوير الاقتصاد، وتمَّ خلال الفترة الماضية إنشاء سبع محميات طبيعية لحفظ الأنواع النباتية والحيوانية في المملكة.
وعلى الصعيد الاجتماعي بُذلت جهودٌ كثيرة لتحسين مستوى جودة الحياة، وتطورت الخدمات الصحية والتعليمية، كما تطورت الخدمات الإسكانية، وزادت نسبة تملك المواطنين للمساكن، وتم توفير السـكن الملائـم للمشـمولين بخدمـات الضمـان الاجتماعـي ومـن فـي حكمهـم، وفـق نظـام التملــك أو الانتفــاع، وذلــك بالشــراكة مــع القطــاع غيــر الربحــي الذي نما وتطور بشكل غير مسبوق في مختلف المناطق.
ومن أبرز منجزات الرؤية تعزيز ثقافة النزاهة والشفافية سواء على المستوى الحكومي أو حتى على المستوى الفردي، وتشير الأرقام والإحصاءات الرسمية إلى أن مجموع ما استردته الخزينة العامة للدولة من تسويات مكافحة الفساد بلغ 247 مليار ريال خلال الأعوام الثلاثة الماضية فقط.
ومع بداية هذا العام 2021م انطلقت المرحلة الثانية من رؤية المملكة 2030، وسوف تستمر حتى عام 2025م، ومن المخطط له في هذه المرحلة أن يتم دفع عجلة العمل لزيادة الإنجازات المتحققة، وبالقطع فسوف يتم تطوير برامج الرؤية وتحديثها بحسب المستجدات الاقتصادية والاجتماعية وما يستجد في العالم من مجريات، إذ سيتم إعادة هيكلة بعض برامج الرؤية الحالية، وإنشاء برامج جديدة، وبالقطع فسوف يستمر تعزيز النمو الاقتصادي، وتسهيل بيئة الأعمال في المملكة، إضافة إلى زيادة تعزيز دور الأفراد والقطاع الخاص في تحقيق الرؤية، من خلال التوسع في توظيف القدرات واستثمار الإمكانات المتاحة لتحقيق المزيد من النجاح والتقدم.
أكاديمي وكاتب رأي
GhassanOsailan@