تعتبر موائد الرحمن من أهم طقوس شهر رمضان المبارك ولكن بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد، توقف هذا الطقس تجنبا لازدياد أعداد المصابين وانتقال العدوى الفيروسية، وقد التقت صحيفة البلاد بالمؤرخ سامح الزهار ليحدثنا عن أصل موائد الرحمن..
في البداية قال الزهار ، يعود تاريخ موائد الرحمن تحديدا عندما قام رسول صلي الله عليه وسلم بتنظيم وليمة لوفد الطائف حينما قدموا للمدينة لمبايعة الرسول وكان النبي يرسل السحور والفطور مع الصحابي بلال بن رباح.
وأوضح المؤرخ سامح الزهار إن فكرة موائد الرحمن دخلت مصر في عهد الدولة الطولونية ، وأن أول من أقامها الخليفة أحمد بن طولون خلال العام الرابع من حكمه ، وقد استمرت الموائد في العصر الفاطمي ، وكان يطلق على موائد الرحمن الخاصة بالفاطميين “دار الفطرة” تقام الأسمطة 175 مترا وعرضها 4 أمتار في عهد العزيز بالله الفاطمي.
بالنسبة لموائد الرحمن في قصر عابدين كان لها أكثر من بعد ، أوضح الزهار أنه كان هناك عدة أبعاد لها ، منها البعد السياسي الذي كان يتمثل في تقريب القصر الملكي من عامة الشعب، والبعد الثاني هو دمج مجتمع البشاوات مع الرعية والمصريين لخلق حالة من المزيج المجتمعي.
ويذكر أن هذه الموائد كانت تقام طوال شهر رمضان إفطارا وسحورا وكانت تستقبل الفقراء والعامة والعمال والفلاحين وعموم الشعب المصري، كما خصص الملك فاروق في ذلك الوقت عددا من المطاعم التي كانت تقيمها الدولة في الأحياء الشعبية كالسيدة زينب وحى الأزهر والحسين ، وكان القصر يتحمل تكاليف قيمة المأكولات في الإفطار والسحور بها، وكانت بالتزامن مع مآدب قصر عابدين التي يقيمها الملك فاروق ، كانت ذاتها تقام في قصر رأس التين في الاسكندرية .
وكانت تقام السرادقات لقراءة القران الكريم والابتهالات الدينية، وكان الملك فاروق يحافظ للغاية على حضور هذه الموائد.