البلاد- هاشم آل هاشم
قمع متواصل وانتهاكات متتالية تمارسها السلطات الإيرانية بحق المدنيين العزل في إقليم الأحواز العربي الواقع تحت الاحتلال الإيراني منذ عام 1925، إذ نفذ الحرس الثوري سلسلة إعدامات دون محاكمة بحق مجموعة من الأسرى الأحواز مؤخرًا، كما رفض الجهاز القمعي الذي يعد العصا الغليظة لنظام الملالي تسليم جثث الضحايا لذويهم. وكشفت حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز “مناهضون”، أنه بعد مرور أربعة أسابيع على تنفيذ سلطات الاحتلال الإيراني حكم الإعدام شنقا بحق 4 من المواطنين الأحواز وهم :علي الخسرجي، وحسين السيلاوي، وجاسم الحيدري، وناصر الخفاجي، ترفض السلطات الإيرانية تسليم الجثامين إلى ذويهم. وأكدت الحركة على أن الأسرى الذين نفذ بحقهم حكم الإعدام تعرضوا للتعذيب الممنهج ، خلال اعتقالهم في سجن سبيدار الواقع في إقليم الأحواز، مشيرة إلى أن المعتقلين الأربعة الذين تعرضوا للتعذيب أعدمتهم السلطات الإيرانية في الأول من مارس الجاري.
وشددت الحركة على أنه لا يوجد أي بند في القانون الدولي يخول الاحتلال باحتجاز جثمان أي أسير بعد إعدامه، ولكن الاحتلال الإيراني لا يتعامل مع الشهيد الأحوازي من باب احترام كرامته، كما أن استمرار احتجاز جثامين الأسرى الشهداء، هو جريمة قانونية مكتملة الأركان لا مبرر لها وتصرف استفزازي.
وفي سياق متصل، ندد ناشطون أحوازيون على مواقع التواصل الاجتماعي بالقتل العمد الذي تمارس إيران بحق المواطنين الأحواز، وتجاهل سلطات الاحتلال الإيراني الأوضاع في الإقليم ، فضلًا عن أن السلطات الإيرانية تنتهج سياسة “التمييز العنصري” سعيًا إلى إجبار الأحوازيين على الهجرة أو النزوح الرحيل لمناطق أخرى خارج الأحواز. وأشاروا إلى أن نسبة الغازات المسببة للاحتباس الحراري والجفاف ونسب الملوحة وانعدام مياه الشرب والتصحر وبناء السدود تعد من المشاكل الأساسية لوقوع الكوارث البيئية في الاحواز المحتلة من قبل إيران، وهذه السياسات تعد ضمن السياسيات التعسفية والطرق والأساليب الخطيرة التي تنتجها السلطات الإيرانية ضد الشعب العربي الأحوازي لطرد الأحوازيين من أرضهم التاريخية.
وفي سياق القمع الإيراني الذي يطالب غالبية شرائح المجتمع، خاصة المعارضين والمناوئين للنظام، أعلن عدد من السجناء السياسيين في إيران، في رسالة لهم، أنهم سيبدأون إضرابًا عن الطعام، اعتبارًا اليوم الأحد، احتجاجًا على الديكتاتورية، ومجزرة نوفمبر 2019، ومذبحة سراوان، وقمع وإعدام المتظاهرين والأقليات وتضامنا مع العمال والمعلمين والمتقاعدين، الذي يواصلون التظاهرات الاحتجاجية ضد نظام الملالي، الذي يقابلها بمزيد من القمع والاعتقالات.
وكتب السجناء السياسيون في سجني إيفين وطهران إلى الشعب الإيراني: “نتذكر ونحترم معاناتنا المشتركة ونحتج على اضطهاد الظالمين وندافع عن نضالكم من أجل الحرية والديمقراطية والقضاء على التمييز”، مضيفين: “ومن أجل إعمال حقوق الإنسان، سنضرب عن الطعام بداية من صباح اليوم الأول من العام الجديد”، ( العام الإيراني الجديد يبدأ في 21 مارس).
وفي جزء من رسالتهم، ذكر السجناء السياسيون مجزرة نوفمبر 2019، ومجزرة سراوان في مارس الجاري، كسبب آخر لإضرابهم عن الطعام.
كما جاء في رسالة السجناء السياسيين أن هذا الإضراب عن الطعام بمثابة “إحياء لذكرى واحترام للقادة نوید أفكاري، ومصطفى صالحي، ومحمد ثلاث، وآلاف الرجال والنساء الذين وقفوا وضحوا بأرواحهم من أجل شعبهم”. ووصف السجناء السياسيون حكام النظام الإيراني بـ”المستبدين”، منوهين إلى قرب زوال نظام الملالي بالقول إن “أساس جدار الأشرار على وشك الانهيار”.