الكتابة في السياسة بكل متغيراتها ومستجداتها هي جزء من التاريخ، الذي لا يمكن لذوي الحق والإنصاف تجاوزه، أو حتى العبث بتاريخها وإنجازاتها وتحدياتها، مهما غفل الغافلون وحقد الحاقدون، فنحن أمة أكرمنا الله بصدق القول، والابتعاد عن جزافاته ومغالطاته، لأننا نعيش العصر بمعطياته وإيجابياته وننطلق من مبادئ شريعتنا وثوابتنا، والتي تعد مرجعا للأمم والحضارات، مهما تعاقب الزمن وتغيرت الأهواء، في زمن تغيرت مفاهيم السياسة، في تسلسل غير منطقي، بعيدا عن التقارب الفكري، بين المجتمعات المعاصرة، وهي شواهد اتخذت منها منصات السياسة، نقطة ارتكاز في بناء العلاقات المتوازنة، بين الشعوب والحكومات، تحترمها المواثيق والأعراف الدولية.
وعلاقات المملكة مع الولايات المتحدة الأمريكية، قامت على الاحترام المتبادل، وتبادل المصالح المشتركة، والتنسيق المستمر وتفاعل المواقف التاريخية، منذ عهد الملك عبدالعزيز، طيب الله ثراه، واللقاء التاريخي، الذي جمعه بالرئيس الأمريكي روزفلت، لأكثر من 75 عاما مضت، نتج عنه مسيرة من خطط التنمية، في شتى مجالات الحياة، استفاد منها البلدان الصديقان، وزادت هذه العلاقات ازدهارا، في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، وزادها توهجا وتفاعلا وتعاونا، بعيد المدى وفق معطيات التاريخ، وعمق العلاقات المتجذِّرة، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد قائد منجزات التنمية، ومحل ثقة مواطني بلاده، وكبار الشخصيات القيادية بالمملكة، التي تدير دفة العمل الدؤوب، وتعكس عُمق العلاقة.
وليس بالمستغرب أن احترام القيادة السعودية وشعبها، لجميع زعماء الحكومات الأمريكية، السابقة واللاحقة، خلال مرحلة تاريخية طويلة، من عُمر الزمن، ولاسيما الزعماء الذين قادوا الولايات المتحدة الأمريكية، للسلام والتنمية، وانعكست على جميع المنجزات الحضارية، التي تحققت لأمريكا وشعبها النبيل، من العوائد الاستثمارية، وحافظت على احترام معاهداتها، مع الدول الصديقة، في الحرب والسلم، تحمل راية الحق والإنصاف، وليسمح لي فخامة الرئيس الحالي جو بايدن، أن يبدأ ببرامجه الانتخابي، داخل الولايات المتحدة الأمريكية، ومعالجة آثار الجائحة، والتي يدَّعِي أن في حقيبته الانتخابية، حلولا عاجلة وناجعة لا تقبل التأجيل، لإنقاذ ملايين الأمريكيين، متضرري كوفيد ــ 19، وهذه الحقيبة هي التي اوصلته، لكرسي الرئاسة وللبيت الأبيض، والذي نأمل أن يزداد بياضا، في فترته الرئاسية الحالية.
وله أن يدلي بآرائه ويعلن مبادئه، لحقوق الإنسان، التي يعرفها الجميع، وسبقته السعودية بعشرات السنوات، منذ عهد الملك فيصل رحمه الله، بأربعة عشر من المبادئ الإنسانية، وعملت على تطبيقها، وتعاطت معها في نسيجها الاجتماعي، وأعلنتها في وسائلها الإعلامية، وأنديتها الأدبية والثقافية، ومقرراتها الجامعية ومناهجها القانونية، فأسلوب الحوار السياسي الحضاري، لا يأتي بهكذا فرضيات، عبر وسائل الإعلام، وإرسال وفود لتقصي الحقائق، وفتح ملفات تمت معالجتها، وفق الشريعة الإسلامية، ونال العقاب من ارتكب الأخطاء، فشأن الدول الداخلي أمر سيادي، يجب احترامه بل من أدبيات السياسة، وأعرافها الدبلوماسية، احترام رموز القادة، ولاسيما من ارتبطت بلدانهم بعلاقات تاريخية، فالسعودية تمد يدها للسلام، وتجديد أواصر التعاون مع الجميع، ومن أولى أولياتها علاقتها مع الولايات المتحدة الأمريكية، فالعالم أجمع، يرحب بالمملكة لما لها من ثقل دولي واستراتيجي.