سبق أن كتبت مقالتين عن مخاطر الفوركس والحذر من الوقوع ضحية لشركاتها ، والمقال الآخر عن فخ المشاهير واستغلالهم لكافة وسائل التواصل في جذب أفراد المجتمع نحو مختلف الأنشطة التجارية والبنكية سواء الممنوعة منها أو المسموحة ، ورأيت من المهم أن أتحدث في مقالي هذا عن مخاطر الفوركس وتحايل المشاهير في كيفية جذب المستثمرين لهذه الشركات التي لا هم لها سوى التكسب غير المشروع وإيقاع الضحايا.
وبالأمس القريب أعلنت وزارة التجارة عن معاقبة أربعة معلنين، (مواطنا سعوديا وكويتيا، ومقيمتين) من الجنسية اللبنانية والجنسية التركية، خالفوا نظام التجارة الإلكترونية بالإعلان والترويج لنشاط الفوركس غير المرخص عبر “سناب شات” وتضليل المستهلكين، تحت شعار “استثمر وقتك على الإنترنت”، والتي تندرج ضمن أنشطة إغراءات الكسب السريع غير المشروعة ، إذ جاء القرار بعد رصد وزارة التجارة قيام المعلنين بنشر إعلان كاذب لنشاط الوساطة في سوق العملات الأجنبية الفوركس عبر حساباتهم الشخصية وتشجيعهم على التعامل مع شركات معينة في ذلك النشاط وتضمين الإعلان ادعاءً كاذبًا بأن تلك الشركات مرخص لها دون إثبات ذلك، وهو ما من شأنه أن يؤدي إلى خداع المستهلكين وتضليله .. وأقرت لجنة النظر في عقوبات التجارة الإلكترونية عقوبة إنذار المخالفين وفرض غرامة مالية قدرها أربعون ألف ريال على كل مخالف ونشر منطوق القرار في الوسائل الإلكترونية لوزارة التجارة؛ وذلك تنفيذًا لأحكام نظام التجارة الإلكترونية ولائحته التنفيذية.
لا شك أن التقنيات الحديثة والأجهزة الذكية أسهمت ولعبت دورًا كبيرًا في حياة البشرية
لكونها أصبحت جزءاً من حياتنا اليومية، فقد أصبح العالم كقرية صغيرة بواسطة النظام الالكتروني ، وأصبح سرعة الاتصال ما بين الأشخاص بشكل بسيط وسهل ، ولكن في الاتجاه الآخر لم تسلم هذه التقنيات من سوء الاستخدام من البشر ، فقد استغلت بعض المشاهير – للأسف- هذه التقنيات لتنفيذ مكاسب شخصية على حساب إيقاع ضحايا لصالح شركات وجهات تستفيد من شهرتهم مع دفع ما يترتب على الاتفاقيات التي تتم في الخفاء وتحت الظل.
وما يتعلق بالفوركس ، فإن الدولة سبق أن حذرت عدة مرات من ذلك ، فالجهات المشبوهة تنتهج طرقاً وأساليب عديدة ومتنوعة ومبتكرة للإيقاع بضحاياها من المواطنين والمقيمين، إذ يستخدم القائمون على هذه الإعلانات المضللة قصصاً وهمية تظهر في مواقع إلكترونية معروفة في المملكة مستغلين كثرة زوار هذه المواقع ويضعون ردوداً لقصصهم لإيهامهم بمشروعية أعمالهم، وكذلك يتم استغلال منصات التواصل الاجتماعي إما باستخدام الترويج المدفوع أو عن طريق الترويج من خلال شخصيات تمتلك حضوراً عالياً في وسائل التواصل الاجتماعي بما يوحي للعامة أن هذا النشاط يحظى بالمشروعية النظامية.
ومن هذا المنطلق فإن الوعي المجتمعي كفيل بعدم الوقوع ضحايا في أنشطة مشبوهة من خلال ضرورة التأكد من مصادر المعلومات ، ومن وجود التراخيص اللازمة قبل الشروع في أي مشاريع استثمارية تتم عبر الشبكة العنكبوتية ، وتجنب الخضوع لإغراءات الكسب السريع الوهمي الذي تروج له شركات الفوركس وغيرها غير المرخص، حيث إن الجهات الحكومية ذات العلاقة في القطاع المالي والاستثماري توفر على مواقعها الإلكترونية بيانات ومعلومات عن الجهات المرخصة، التي يجدر بالراغبين في الاستثمار التعامل معها كونها خاضعة للإشراف من الجهات الرقابية المعنية في المملكة.
والله من وراء القصد
shahm303@hotmail.com