نرمين عباس
رغم أن معظم أرجاء العالم لم تستمتع بعد بمزايا خدمات شبكة الجيل الخامس لاتصالات الإنترنت 5G
لكن المنافسة على تطوير شبكات الجيل السادس 6G باتت محتدمة، وفق ما ذكرت شبكة بلومبرغ الإعلامية الأميركية.
وفي ظل التسابق الذي تغذيه المواقف السياسية، سيكون أول من يطور شبكات الجيل السادس ويحظى ببراءة اختراعها، الفائز الحقيقي في ما يسميه البعض “الثورة الصناعية المقبلة”، بحسب بلومبرغ.
ورغم أن الأمر سيحتاج إلى نحو عقد من الزمان ليتحول إلى حقيقة
فإن شبكات 6G التي يمكن أن تكون أسرع بـ 100 مرة من ذروة سرعة شبكات 5G
ستقدم نوع التكنولوجيا التي كانت لفترة طويلة مادة للخيال العلمي، من الهولوغرام أو “الصور المجسمة في الوقت الحقيقي”
إلى سيارات الأجرة الطائرة، والأجسام والأدمغة البشرية المتصلة بالإنترنت.
وأشارت بلومبيرغ إلى أن الصين تمكنت خلال السنوات الماضية من تحقيق انتشار عالمي واسع لشبكاتها من الجيل الخامس، بسبب أسعارها المنافسة
لكن الولايات المتحدة قد تجد فرصة العودة إلى المنافسة في مجال اتصالات الإنترنت، من خلال تطوير شبكات الجيل السادس.
وكان الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، قد كشف في أوائل عام 2019، في تغريدة على تويتر، أنه يريد 6G “في أقرب وقت ممكن”.
في حين أطلقت الصين في نوفمبر، قمرا صناعيا لاختبار موجات إرسال محتملة للجيل السادس
ولدى شركة “هواوي” الصينية مركز أبحاث متخصص بشبكات 6G، في كندا، وفق ما كشفت وسائل إعلام كندية.
وفي الولايات المتحدة، خلال أكتوبر، أطلقت منظمة “ATIS” المتخصصة بتطوير معايير الاتصال، ومقرها في العاصمة واشنطن
تحالفا تكنولوجيا “لتطوير شبكات الجيل المقبل في شمالي أميركا”
بالتعاون مع شركات كبرى، من بينها “آبل”، و”إيه تي أند تي”، و”غوغل”، و”سامسونغ”
وأطلق الاتحاد الأوروبي في ديسمبر، مشروعا لتطوير شبكات الجيل السادس، تقوده “نوكيا”، وتشارك فيه “إريكسون” و”تيليفونيكا” وغيرهما، إضافة إلى بعض الجامعات.
ويخشى الغرب من استخدام الصين التطور التقني الذي توفره الشبكات الحديثة
في تعقب مواطنيها، من خلال الطائرات المسيرة، وكاميرات المراقبة، وتقنية التعرف على الوجه، وغيرها.
وأشارت بلومبيرغ إلى أن المنافسة لا تزال في إطارها النظري، وأن الوصول إلى إمكانيات معقولة لشبكات الجيل المقبل من الاتصالات، قد يستغرق نحو عقد ونصف.
لكن الباحثين يقدمون رؤية طموحة لما قد تكون عليه شبكات الجيل السادس، مع معدل سرعة هائل يبلغ 1 تيرابايت في الثانية
فإنها ليست أسرع فحسب، بل تعد بزمن انتقال يبلغ 0.1 ميلي ثانية، مقابل 1 ميلي ثانية في شبكات الجيل الخامس.