مع الثورة المعلوماتية، أصبحنا مهووسين ومنبهرين بمتابعة كرة القدم العالمية، وبكل صغيرة وكبيرة؛ فنية كانت أم إدارية، ولو سألت أي شخص عشوائياً.. هل سمعت عن أي لاعب في الدوريات الكبرى؛ مهما كانت عدوانيته ومشاكله داخل الملعب يهاجم أو ينتقد إدارة ناديه بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، لتوقف للتفكير لفترة طويلة، وأجاب بالنفي.
مدينة أفلاطون الفاضلة، ليس لها وجود، ومن المستحيل أن يكون لها وجود، كما أنني لا أناقش من هو صاحب الحق، ومن المخطئ؟ ولكنني أناقش الأصول، والتراتبية والتسلسل في الهرم الإداري، فمن غير المقبول من موظف أو لاعب في حالة الكباتن عمر السومة ومحمد العويس الخروج وانتقاد الإدارة علانية، ولا أقول ذلك دفاعاً عن إدارة أ.عبدالإله مؤمنة، التي لها ما لها وعليها ما عليها، ولكن لما تمثله من رمزية الإدارة بشكل عام؛ سواء كانت سلبية أو إيجابية أو كان اللاعب على حق أو العكس، فالمبدأ ثابت والبروتوكولات الإدارية كذلك، وأي إدارة قوية لن تقبل بهذا الأمر.
لكل موقف طريقة سليمة في التعامل، فعلى سبيل المثال القانون به فقرات تجيز للاعب فسخ عقده، إذا لم يتسلم حقوقه بموجب التعاقد، كما أنه يوجد في الكثير من العقود فقرات تمنع الموظف من التحدث، أو التلميح، أو التأليب ضد رب العمل، أو الحديث عن الأسرار الداخلية، بل إن بعض العلاقات التعاقدية قد تدين الموظف / اللاعب عند التحدث في أمور ذات علاقة بالشركة/النادي حتى بعد تركه العمل. بل إن بعضها قد تُقيد بعدد معين من الأعوام، فالعقود بحر عميق، ربما نحن بعيدون جدًا، عن تعقيداتها حتى في المجال الرياضي. لو كنت أفضل لاعب كرة قدم على الصعيد المهاري، ولم يكن لديك الموقف الصحيح سلوكياً، فلن تنجح كلاعب كرة قدم، فالنجاح الحقيقي يتطلب الحماس، والسلوك الإيجابي، كما أن الانضباط سمة أساسية للاعب الناضج والقيادي سواء داخل الملعب أو خارجه، فكما تٌحترم قوانين اللعبة والحكام في الملعب، يجب أن تُحترم الإدارة.
وحيث إن العملية هي عملية ذات اتجاهين، فيجب على الإدارة أن تكسب احترام اللاعبين بالصدق، والقيادة بالقدوة، فلم يقل أي شخص أن الإدارة عملية سهلة أو مجرد إصدار للأوامر ولكنها أكثر تعقيداً، لدرجة أنه اُختلف على وصفها ما بين العلم والفن.
بُعد آخر
“كن قدوة يحتذى بها من خلال نزاهتك وشخصيتك. القدوة والنزاهة تحفزني على أن أكون أفضل ما لدي وليس المال. افعل الصواب دائمًا.. “مارك توين”.
@MohammedAAmri