الحب هو مجموعة من المشاعر والأحاسيس العاطفية التي لها تأثير نفسي وعقلي على شخص تتعلق بأثره العاطفي تجاه شخص آخر يشعر بارتباط روحي تجاهه،الحب في شكله المتعارف عليه هو حب الرجل للمرأة؛ لكن هناك عدة أشكال أخرى للحب قد لا تقل أهمية عن الحب بين الجنسين؛ منها حب الوالدين والبر بهم وحب الوطن والتضحية من أجله وحب الخير للآخرين وحب الصداقة وحب المساعدة والحب الإيجابي لمن حولنا الذي يجعلنا نغار ونسعى جاهدين لكي يتغلبوا علي الصعاب والخروج من كل أزمة.
الآن وبعد أن تحولت الحياة لحياة إلكترونية بسبب جائحة كورونا؛ أصبح من الممكن هدم كل أشكال الحب بسبب سوء فهم لكلمة .. وبقدر إقترابنا إبتعدنا؛ فكل لحظة أصبحت تمر الآن دون أن يستطيع أي أحد منا مشاركة حبه مع الآخر لأن كل شيء تحول داخل شاشة زجاجية لا توصل المشاعر بقدر الالتقاء المباشر بين الناس وبعضهم البعض؛ لا يمكن التوقع بحصول رسالة دعم إيجابية من أحدهم ولا حتى رسالة رومانسية من الحبيب يخبرنا فيها عن حجم اشتياقه؛ فالحب بكل أشكاله ليس الهدف منه العثور علي شخص يشاركنا كافة التفاصيل بقدر ما هو وسيلة للعثور علي شخص لا يمكن العيش من دونه؛ وهو ما لا يدركه العديد من الناس الباحثين عن قوقعة مطمئنة دافئة مع أحدهم.. قبل أن تنسحب أفكاري لأكثر من ذلك أود إخباركم أن التكيف مع الحب الآن أصبح أصعب من العثور علي الحب نفسه فليس من السهل أبداً الحفاظ علي العلاقات عن بعد فالبعد قد فتح المجال لفجوة ومسافة تبعد أهم الأشخاص عن دائرة حياتنا اليومية؛ ولا يمكن أن تتوازى العطلة العائلية الدافئة ببعض المكالمات الهاتفية عبر الإنترنت علي سبيل المثال.
بالحديث عن الحب عن بعد .. يحضرني في تلك اللحظة قصة حب أوديسيوس وبينيلوبي؛ والتي تعتبر من أجمل وأروع قصص الحب والتضحية والوفاء؛ فقد انتظر الثنائي لأكثر من 20 عاما لكي يلتقيا من جديد؛ بالرغم من ترك أوديسيوس زوجته بينيلوبي تواجه الوحدة والإشتياق أملاً في عودته؛ لتعيش الزوجة الوفية تقاوم كافة محاولات الزواج أو التقرب منها طوال فترة غيابه؛ وعلي الجانب الآخر عاش أوديسيوس على أمل عودته لأحضان بينيلوبي من جديد؛ حتي بعد أن قدمت له إحدى الساحرات عرضاً مغرياً بالحب الأبدي والشباب الدائم لكنه رفض في سبيل العودة لزوجته التي يحبها؛ وتلك القصة تعتبر مسكنا لأوجاع كل من يؤلمه قلبه ويعيش على أمل اللقاء مع من يحبهم من جديد في زمن الكورونا.
Nevenabbas88@gmail.com
NevenAbbass@
