الدولية

لبنان.. تشكيل الحكومة إلى نقطة الصفر

بيروت – البلاد

قالت مصادر مطلعة على ملف تشكيل الحكومة اللبنانية أن فرنسا لم تعد مستعدة لأية خطوة غير مدروسة تسحب من رصيد جهودها، خاصة وأن الرئيس ماكرون يستعد لخوض الانتخابات وفي وقت تعاني بلاده مشاكل اقتصادية وصحية جمة جراء الجائحة.
ويأتي هذا الموقف الفرنسي بعدما فشل لقاء رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري مع الرئيس ميشال عون، مساء الجمعة في قصر بعبدا، في إحداث أي اختراق في مواقف الرئيسين.
وأشارت المصادر إلى أن لاءات ثلاث خرج بها الرئيس المكلف سعد الحريري إثر زيارته قصر بعبدا: “لا عودة عن حكومة 18 ولا ثلث معطّل ولا تقدم في الحكومة”، مما يعيد الأمور إلى المربع صفر ، وبذلك ألقى الكرة في في قصر بعبدا ، حيث سلم الرئيس التشكيلة ونصحه باقتناص الفرصة الذهبية التي لمسها من خلال جولاته ليكون رد بعبدا أن الحريري لم يأت بجديد.

وتؤكد المصادر أن أي حراك جديد سواء على مستوى الداخل او الخارج، محكوم بالفشل المسبق، ربطًا بالأفق المسدود بين عون والحريري، وتمترس كل منهما خلف موقف قاطع لا تراجع عنه من قبلهما، ويتمثل في أن كل رئيس يريد حكومته، ويريد أن يُلزم الرئيس الآخر بها، ورفض كل منهما التنازل او التقدم خطوة في اتجاه الآخر.
فالرئيس عون يعتبر ان تراجعه يعني تنازلاً عن صلاحياته التي تعطيه حق الشراكة في تسمية كل وزراء الحكومة وليس فقط وزراء مكونه، بينما الرئيس الحريري يريد حكومة من اختياره ليتحمل نتائجها، دون ضغط الثلث المعطل والوزراء السياسيين الذين يفتقدون للمهنية والاختصاص.
ونوهت المصادر إلى أن المراوحة السلبية في ملف التأليف ستبقى هي الطاغية لفترة طويلة، في انتظار ظروف محلية او خارجية تحركها وتحرف مسارها نحو الإيجابية، إذ لوحظ أن لا عون ولا الحريري أشارا إلى توافق بينهما على لقاء جديد.

وبناء على نتائج لقاء عون والحريري، لا تُرى في الأفق القريب إمكان عقد لقاء ثانٍ بينهما، فالواضح أن مبادرة الحريري الى طلب زيارة رئيس الجمهورية تمت بنصيحة، كان للفرنسيين الثقل الأساس في اسدائها، بالشراكة مع اطراف سياسية في الداخل، بهدف إبلاغ رئيس الجمهورية بالأسباب الموجبة للتعجيل بتشكيل حكومة مهمة متوازنة، لا يملك أي طرف فيها قدرة تعطيلها أو التحكم بها بثلث معطل او بأي مرادفات او عناوين أخرى لهذا الثلث.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *