عبدالله صقر – مركز المعلومات
في الثامن من فبراير عام 1967م نشرت صحيفة البلاد على صفحتها الأخيرة صورة لوفد من الخطوط الجوية العربية السعوية وهم في رحلة عمل الى الولايات المتحدة الامريكية لاستلام الطائرات النفاثة الجديدة،
شهد ذلك العام انضمام “السعودية” لعضوية الاتحاد الدولي للنقل الجوي (أياتا)، وادخال ثلاث طائرات نفاثة من طراز (DC-9) الى اسطول السعودية لدعم شبكة الرحلات الدولية التي شملت شمال أفريقيا، وفرانكفورت وجنيف ولندن في أوروبا.
بانضمام الطائرات الثلاث يكون عدد الطائرات في الأسطول عام 1967 م عبارة عن 37 طائرة تم شراء جلها في اوائل الخمسينيات مكونة من (10) طائرات من طراز (DC-3) وخمس طائرات من طراز بريستول (170) وخمس طائرات من طراز (DC-4) سكاي ماستر. كما تم تدعيم الأسطول بشراء عشر طائرات من طراز كونفير (340) ذات المقصورة المكيفة بالهواء المضغوط، وسعة كل منها المقعدية (44) راكبًا .. واضيفت اليها طائرتان من طراز (DC-4).
كما انضمت للأسطول الناشيء عام 1961م طائرتان من طراز بوينج (720) لتدخل السعودية بهاتين الطائرتين عصر الطيران النفاث، ولتصبح أول شركة طيران بمنطقة الشرق الأوسط التي تمتلك الطائرات النفاثة،
وشكل هذا النوع من الطائرات في ذلك الوقت نقلة نوعية متميزة في مسيرة الخطوط السعودية بتفوقها على شركات الطيران العاملة بالشرق الأوسط في هذا المجال، وليس أدل على ذلك من قطع طائرة البوينج (720) للمسافة بين جدة والرياض في ساعة وعشرين دقيقة، بينما كانت طائرة الكونفير (340) تقطع المسافة نفسها في ساعتين وعشرين دقيقة، كما كانت تقطعها طائرة دوجلاس (DC-3) في ثلاث ساعات ونصف الساعة.
” السعودية” في عهد الملك سلمان 5 نجوم
وفي شهر سبتمبر من عام 1946م تم الإعلان عن تأسيس السعودية واتخذت شعارًا لها (SDI) وكانت تتبع لوزارة الدفاع والطيران. واليوم وبعد 75 عاما وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يعد الأسطول السعودي من احدث الاساطيل على مستوى العالم إذ يبلغ حالياً (144) طائرة منها (33) طائرة من طراز بوينج (B777-300) و (13) طائرة من طراز (B787-9) و (5) طائرات من طراز (B787-10) , إلى جانب (46) طائرة من طراز ايرباص (A320) و (15) طائرة من طراز (A321) و (32) طائرة من طراز (A330-300).
واعتمدت الخطوط السعودية خطة التحول الشاملة التي تبنتها المؤسسة حيث عملت على الاستثمار في تدريب وتأهيل الموارد البشرية وتوسعة أسطولها الجوي وأضافت العديد من الوجهات المباشرة إلى جانب ترقية وتطوير الخِدْمات.
وكان من آثار هذا التحول ان حازت “السعودية”، على مجموعة من الجوائز المحلية والعالمية واحدثها حصولها في ديسمبر الماضي على تصنيفَ “خمس نجوم” وفقا لتقييم استقصائي مع ركاب أكثر من مليون رحلة في 600 شركة طيران حول العالم، أجرته منظمة أبكس APEX، وهي منظمة غير هادفة للربح وتعتمد في تصنيفها بشكل كامل على تقييم الركاب بكل حيادية.
وأرجع وزير النقل رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للخطوط الجوية العربية السعودية المهندس صالح الجاسر هذا الإنجاز لدعم قيادة المملكة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمين – لقطاع النقل بشكل عام، حيث عدت رؤية المملكة 2030 الموقع الاستراتيجي للمملكة بين القارات الثلاث أحد مواطن القوة التي تتميز بها، ولهذا فإن ” الخطوط السعودية” تسعى لأن تكون ممكنا لبرامج الرؤية ومنها المتعلقة بالتوسع في قطاع السياحة، الحج والعمرة، وترسيخ موقع المملكة كمركز لوجستي عالمي بما يسهم في ازدهار الاقتصاد الوطني. فيما اعتبر المهندس إبراهيم العمر مدير عام المؤسسة العامة للخطوط الجوية العربية السعودية حصول “الخطوط السعودية” بتصويت ضيوفها على تقييم “خمس نجوم” هو حصاد عمل دؤوب واستثمار كبير في تطوير جميع الجوانب التشغيلية في “الخطوط السعودية”، لافتا الى أهمية هذا التقييم لكونه من منظمة عالمية غير ربحية وأنه مبني على التصويت المباشر من الركاب إلى جانب تزامنه مع مرور 75 عاما على تأسيس “الخطوط السعودية”. وقال: “حصولنا على هذا التقييم وثقة ضيوفنا ستدفعنا للمضي قدماً نحو مرحلة جديدة من التطوير تليق بثقة عملائنا وتوقعات القادة وبوطننا الغالي”.
الاستحواذ على 65 طائرة وأحقية 35 إضافية
في منتصف العام الميلادي الماضي وقعت المؤسسة العامة للخطوط الجوية العربية السعودية وشركة إيرباص لصناعة الطائرات اتفاقية بموجبها يتم زيادة عدد طائرات الطلبية الحالية للخطوط السعودية من فئتي A321/A320-neo وعددها 35 طائرة لتصبح 100 طائرة عبر طلبية جديدة تشمل 65 طائرة، منها اتفاقية مؤكدة تستحوذ بموجبها الخطوط السعودية على 65 طائرة من طراز A320neo مع أحقية إضافة 35 طائرة أخرى من فئتي A321/A320-neo .
وتعد هذه الاتفاقية الأكبر في تاريخ المؤسسة في إطار برنامج غير مسبوق يجري تنفيذه لتحديث وتنمية الأسطول ضمن برنامج التحول الطموح الذي تنفذه المؤسسة ومجموعة شركاتها تحت مظلة برنامج التحول الوطني ووفق أهداف رؤية المملكة 2030 ومبادراتها الاستراتيجية لتحقيق تنمية شاملة ومستدامة عبر تطوير وتنمية شتى القطاعات التنموية في المملكة ومنها قطاع الطيران والنقل الجوي.