شباب

نهلة السهلي:العمل التطوعي أخرجني من دائرة الحزن

المدينة المنورة – محمد قاسم

تؤكد رؤية المملكة 2030 على تمكين المسؤولية المجتمعية من خلال رفع مستوى تحمل المواطن للمسؤولية وتوجيه الدعم الحكومي للبرامج التي تحقق أعلى أثر اجتماعي، وتعزيز التعاون بين الجهات الحكومية، وبناء ثقافة العمل التطوعي وتشجيعه ورفع نسبة المتطوعين من 11 ألف متطوع إلى مليون متطوع قبل نهاية عام 2030، باعتباره جانباً مهماً من جوانب التطوير والتنمية المستدامة ، كما تعد منصة التطوع بوزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية حاضنة سعودية للعمل التطوعي توفر بيئة آمنة تخدم وتنظم العلاقة بين الجهات الموفرة للفرص التطوعية والمتطوعين في المملكة.

تقول المتطوعة نهلة السهلي من المدينة المنورة لقد شاركت في أكثر من ٣٠٠ عمل تطوعي بمعدل ٢٢٥٠ ساعة تطوعية وكل عمل أو مشروع تطوعي له طعم وسعادة مختلفة ومهارات معرفية وعلمية وتطوير ذات بالإضافة إلى اكتسابي لمعرفة الناس والتعرف على العمل التطوعي.

واستطردت أن حب الخير متأصل في الإنسان بالفطرة ، فهو منذ الصغر ينشأ مجبولاً على مساعدة الناس يعزز ذلك الوالدان والأهل والمدرسة ومن ثم المجتمع أما العمل بطريقة منظمة فيحتاج إلى اكتشاف وتنمية المهارات وتفهم ظروف المتطوع وتشجيعه على المشاركة وتهيئة الظروف له ومشاركته أفكاره وتطلعاته وإتاحة الفرصة له في اتخاذ القرارات،

لافتة إلى أن العمل التطوعي كان بمثابة بلسم عالج ازمة نفسية مرت بها بعد تخرجها من الثانوية العامة بتقدير ضعيف جدا نظرا لظروفها الصحية، وكنت حينها بعمر ٢٢ عاماً وهذا أثر علي كثيرا واعتزلت الناس وواجهت وضعا سيئا جدا فقدت فيه حبي لنفسي والاهتمام بها وكنت أحاول دائما الخروج من هذه المعمعة والتغلب عليها، حتي قرأت كتاب العادات السبع الأكثر فاعلية للناس ولخصته بشكل دقيق، وأكثر ما شدني فيه هو فكرة الخروج من دائرة الهموم والمشاكل إلى دائرة الإنتاج، وطبقته علي نفسي حيث آمنت بفكرة تقديم مساعدة لإنسان محتاج أكثر منك وبالمقابل سيكون مردوده جميلاً عليك وهذا فعلاً ما شعرت به بعد أول مشروع تطوعي وقدمت الحب والحنان والابتسامة للمرضى في يوم عيد وكنت اشعر بحجم السعادة والراحة التي غمرتني أثناء الزيارة.


وفي سؤال عن بداياتها مع العمل الطوعي قالت: عندما كنت طفلة كنت أشاهد حملة على التلفاز في شهر رمضان المبارك تدعو إلى التصدق لفقراء افريقيا وتمنيت المشاركة كحلم راودني كثيرا ورسخ بداخلي حب المساعدة، موضحة أن فكرة التطوع كانت مستغربة من بعض صديقاتها، ومع ذلك تركت وظيفتي بسبب التطوع وكان ذلك بمشورة أمي حين قالت لي:”من ترك شيئاً لوجه الله عوضه الله الجنة.” وفعلتها، قدمت استقالتي من الوظيفة حتى اتمكن من مزاولة العمل التطوعي بحرية وأذكر أن والدي، رحمه الله، كان يدعمني كثيراً ويردد على مسامعي :” الشيء الذي تحبينه أنا معك فيه حتى لو لم أكن مقتنعاً به لثقتي فيك ومردوده عليك.” وطبعا اخواتي واخواني لهم فضل علي أيضاً أما المجتمع المحيط بي فرغم كثرة الانتقادات فلم أعرها اهتماماً أبداً وركزت فقط على الكلام الايجابي من الأحباء.

واستطردت انها سبق وان فازت بجائزة للعمل التطوعي التي أعلنت عنها جمعية العمل التطوعي وقد رشحت ضمن ثلاث شخصيات وفزت بالمركز الثاني لفئة الأبطال.

وفيما يتعلق بفريق العمل التطوعي قالت: بدأت فكرة الفريق في رمضان عام 1427 هـ حين عرضت حلقات خواطر شاب وكانت تهدف إلى زرع حب الأعمال التطوعية في الشباب فتحمس مجموعة منهم في جدة للقيام بأول نشاط تطوعي حيث قاموا بزيارة لمركز ودار أيتام في رمضان وقدموا الهدايا لهم وفي نهاية المشروع شعروا بساعدة وفرح وأرادوا إعادة التجربة من جديد وتوالت الأعمال التطوعية إلى ان احتاجوا لتشكيل مجموعة تحمل اسماً وهوية وهدفاً للتعريف عن أنفسهم فبدأوا بتشكيل الجمعية، لافتة إلى أن الحياة تحتاج إلى صبر وقوة تحمل وكثير من التفكير والتريث في اتخاذ القرارات ولكن أحياناً الظروف قد تجبر الشخص لاتخاذ قرارات صعبة جداً ومن ذلك حين أعلنت تسليم قيادة الفريق بشكل كامل ولجميع الفروع لنائبة الفريق لمدة ستة أشهر تقريباً كنت متوقفة فيها بشكل كامل عن أي نشاط تطوعي وذلك لتعرضي لظرف طارئ سيئ جداً ولكن، بحمد الله، استطعت التغلب عليه لأعود بكل شغف وحب للتطوع والعمل الإنساني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *