أن تحلم في زمن الكورونا فهذا طبيعي، أما أن تتفاءل فهذه معجزة؛ وسط هذا الكم من الإحباطات المتتالية والإخفاق في العثور علي ملجأ آمن يحتوينا ويمكننا من ترتيب الأوراق واستعادة النفس بعد اختفاء العديد من مظاهر الحياة في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد، أصبح التفاؤل ضرباً من الجنون.
هناك من يرى الجانب التشاؤمي فقط من الأحداث السيئة التي نمر بها ويرى بأن نهاية العالم تقترب، وهناك من يلتمس الجانب الإيجابي ويرى بأن ما نمر به هو أمور تستحق أن نراها بطريقة أكثر إشراقاً، فالكثيرون يرون بأن تفشي الجائحة هو بداية لحياة جديدة تمكن الإنسان من استعادة نفسه والتفكير في الطريقة التي يعيش بها، فالجانب التفاؤلي من الأمر هو توحيد العالم على هدف واحد؛ وتكريم القطاع الطبي وإتاحة الفرصة لإيصال رسالته الحقيقية في إنقاذ العالم من الموت وتقديمهم تضحيات يومية أبرزها وقوفهم بالخطوط الأمامية لمحاربة الفيروس وهم أشخاص يستحقون منا التقدير على مر الزمن وسيخلد التاريخ أسماءهم بحروف من نور، وأيضاً الإعجاز العلمي والطفرة العلمية التي يقدمها العلماء حول العالم بشكل شبه يومي لتطوير لقاح يحمي سكان الأرض من الإصابة بالفيروس المميت وهو سباق علمي مبهر ترفع له القبعات احتراماً وتقديراً على الدور الذي قدمه الأطباء والعلماء في الإطار الحقيقي الذين يستحقونه؛
جنباً إلى جنب مع الأجهزة الأمنية التي تعمل علي قدم وساق بشكل متواصل للحفاظ على تطبيق الإجراءات الاحترازية أكمله التجاوب الشعبي الذي أظهر ازدهار الروح الجماعية والعمل الجماعي مع الدعم النفسي والمعنوي بعد انعزال الناس عن بعضهم البعض، وهو الأمر الذي انعكس علي ملايين الحالات حول العالم بشكل إيجابي بسبب المعاملة الإنسانية التي رفعت من الروح المعنوية للمصابين دون تفرقة أو عنصرية؛ كذلك التقدم التكنولوجي المذهل بعد التحول للحياة الإلكترونية واستغلال الرقمنة في التواصل؛ وهو أمر جعل الشركات تقدم خدمات تنافسية متطورة وأفضل الخدمات التعليمية والترفيهية وحتي الطبية؛
فيمكن الآن ببساطة استغلال تقنية الآلة الرقمية في التواصل مع الطبيب واستشارته عبر الإنترنت؛ ولا ننسى الدعوات الصادقة والحرص على حياة كبار السن والأطفال والتي ترجمت في شكل الالتزام بالإجراءات الاحترازية والوقائية قدر الإمكان؛ وكذلك تراجع مستوى تلوث المناخ وتعافي كوكبنا الأزرق؛ حيث أظهرت البيانات الرقمية لوكالات الفضاء انخفاضاً كبيراً في مستويات ثاني أوكسيد النيتروجين في الهواء وبوادر تعافي طبقة الأوزون وهي كلها أمور تدعو للتفاؤل؛ ففي الأزمات التفاؤل أمر محمود فهو بصيص الأمل الذي سيشكل في القلب ازدهارًا وفي الروح سعادة وفي النفس راحة تسهل علينا صعاب الأمور.
Nevenabbas88@gmail.com
NevenAbbass@
