البلاد – رضا سلامة
تصاعدت وتيرة التوتر بين إيران والولايات المتحدة، على خلفية تمادي طهران في انتهاكاتها النووية برفع نسبة تخصيب اليورانيوم، والتهديدات المتزامنة مع الذكرى الأولى لمقتل سليماني، فيما أعلنت واشنطن جاهزيتها لردع إيران برد ساحق، في وقت يبدو فيه الملالي أضعف كثيرا بعد غياب قائد فيلق القدس السابق، أداة النظام للإرهاب والعدوان في المنطقة.
وأخطرت طهران المفتشين الدوليين بأنها على وشك البدء في إنتاج اليورانيوم بمستوى أعلى بكثير من التخصيب في منشأة “فوردو”، وجاء في الإخطار إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا، التابعة للأمم المتحدة، أن إيران ستستأنف إنتاج اليورانيوم المخصب حتى درجة نقاء 20%، في انتهاك خطير للالتزامات الإيرانية الواردة في لاتفاق النووي الموقع بيتها والقوى العالمية الست الكبرى، الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين، عام 2015.
وأفاد تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية أن هذه الخطوة الإيرانية التي تعني عمليًا نهاية الاتفاق النووي قد تدفع الرئيس الأمريكي ترمب التي تنتهي ولايته في 20 يناير الجاري إلى إعادة إحياء خطط قصف المنشآت النووية الإيرانية. وأضافت الصحيفة أن هذه الأخبار ترافقت مع تقارير مخابراتية بأن إيران ووكلاءها قد يستهدفون بعض الأهداف الأمريكية خلال الأيام القليلة المقبلة، تزامنًا مع الذكرى الأولى لمقتل سليماني، ذراع الملالي للعدوان ونشر الإرهاب والعنف في المنطقة، الذي قضى بضربة أمريكية بطائرة مسيرة قرب مطار بغداد في 3 يناير 2020، لافتة إلى التصريحات النارية المُحملة بالتهديد والوعيد بين الجانبين، على خلفية ذلك، مما يضاعف التوتر ونذر المواجهة بينهما.
وحذر السيناتور الجمهوري ورئيس اللجنة القضائية، ليندسي جراهام، النظام الإيراني من الحسابات الخاطئة، وتوعد برد غاشم وساحق على أي استفزازات إيرانية.
وقال عبر حسابه في “تويتر”: “للإيرانيين يجب ألا تعتقدوا للحظة أن السياسة الداخلية الأمريكية صرفتنا عن مراقبة كل تحركاتكم”، وتابع “إذا لزم الأمر سوف نرد على استفزازتكم بقوة ساحقة لا تخطئوا في تقديراتكم”.
وكان القائم بأعمال وزير الدفاع، كريس ميللر، قال قبل ساعات من بدايات 2021، العام إنهم يواصلون مراقبة إيران عن كثب، وتابع “بينما آمل أن ندخل عام 2021 بسلام وبدون صراع، فإن الوزارة على استعداد للدفاع عن الشعب الأمريكي ومصالحه”.
وسبق للبنتاجون والقيادة المركزية نشر قوات وطائرات لاستعراض القوة لتحذير طهران من عواقب أي هجوم، وأرسل سلاح الجو ثلاث مرات قاذفات B-52 للطيران ضمن مسافة 60 ميلًا من الساحل الإيراني، وفي الأسابيع الأخيرة هدد ترمب إيران مرارًا وتكرارًا وفي نوفمبر الماضي ناقش كبار مسؤولي الأمن القومي للرئيس توجيه ضربة استباقية ضد موقع نووي إيراني.
إلى ذلك، أكد خبراء أن تغييب قاسم سليماني أضعف النظام الإيراني والمرشد خامنئي، والحرس الثوري وفيلق القدس الإرهابي التابع للحرس الثوري، والجماعات الموالية للنظام الإيراني، بما يمكن وصفه بأن النظام الإيراني برمته أصبح بلا مخالب.
وأشاروا إلى أن سليماني كان يقود بشكل مباشر الحشد الشعبي وفروعه المختلفة في العراق، وحزب الله في لبنان، وحماس والجهاد في قطاع غزة، والحوثيين في اليمن، ولواءي فاطميون وزينبيون الباكستانية وغيرهما في سوريا، وبعد مقتله لم يتمكن خليفته إسماعيل قاآني من لعب دور سليماني كقائد أعلى لهذه الميليشيات، مما أربكها وهوى بنفوذ إيران وقدرتها على تحريك أدواتها الإرهابية.
ونوه الخبراء إلى أن غياب سليماني مكسب للداخل والخارج الإيراني، إذ كان من ركائز النظام لقمع المحتجين، وفي المنطقة، سببًا في كثير من القتلى المدنيين في فتن وحروب الشرق الأوسط.