التعليم بالترفيه” Edutainment ” هو نشاط يضطلع به الأفراد بهدف تنمية سلوك الطلبة وقدراتهم العقلية والجسدية والوجدانية عبر إدخال الفكاهة والطرفة في الدروس اليومية واللعب التربوي الهادف لتحقيق المتعة والتسلية والتشويق من خلال استغلال أنشطة اللعب والترفيه في اكتساب المعرفة وتبسيط وتقريب مبادئ التعلم للطلبة وتوسيع مداركهم.
ويتيح التعليم بالترفيه للطالب الاستيعاب بطريقة سهلة وسريعة نظراً لتوظيف كافة إمكانياته وقدراته العقلية في هذا الصدد من خلال اعتماده على الوسائل والأدوات التعليمية الحديثة في الشرح بدل الكتاب المدرسي ذي الجفاف والتقليدية وأسلوب التلقين الممل، فمن خلال انتهاج أسلوب التعليم بالترفيه يتسنى للمتعلم اكتساب قدرات معرفية ونضج عاطفي وثقة بالنفس تمثل دافعاً وبوصلة له لاستكشاف البيئات وخوض التجارب وترسيخ روح التضامن.
وهناك عدة دراسات تم القيام بها حول جدوى أسلوب الترفيه واللعب والتسلية في رفع مستوى التحصيل الدراسي ، حيث خلصت هذه الدراسات إلى أن التسلية والألعاب التي يتم التخطيط لها والإشراف عليها بدقة ودراية تفضي إلى أسلوب فعال يفوق بكثير التعليم التقليدي بسلبياته ويخلق الدافع لدى الطالب ليستخدم كامل طاقاته الذهنية فتصبح عملية الفهم لديه سهلة وناجزة، كما يفتح التعليم بالترفيه مجال التفكير والإبداع واكتساب مهارات جديدة للمتعلمين. وقد نشرت جامعة كلير مونت الأمريكية إحصائية في العام 2013 أوضحت أن التعليم بالترفيه يشكل عاملاً فعالاً لرفع معدلات تحصيل الطلاب في بعض المواد خاصة الرياضيات واللغة الإنجليزية والتعبير وغيرها، كما أبانت أن مفهوم التعليم الإبداعي له إسهام واضح في تحفيز الطلاب وتنمية مواهبهم علاوة على انه يوفر مناخاً تفاعلياً شاملاً يلبي كل احتياجات الطلبة.
وعلى أرض واقع مدارسنا فإن التعليم بالترفيه لاسيما في الصفوف الأولى من المرحلة الابتدائية يواجه تحديات كثيرة، حيث أثبتت دراسة علمية أن 20% فقط من المدارس لا سيما الحكومية في العالم العربي تنتهج أسلوب التعليم بالترفيه وأن 80% من مدرسي تلك المدارس يفتقدون التأهيل المطلوب لتحقيق استراتيجيات التعليم بالترفيه، والسواد الأعظم من أسلوب التعليم بالترفيه الممارس لا يخرج عن كونه اجتهادات فردية بعيدة عن المنهجية المطلوبة في هذا الجانب.
وأخلص إلى أن الطفرة العلمية والتقدم التقني الهائل الذي يشهده عالم اليوم ما عادت تتسق مع التعليم التقليدي المرتكز على أساليب التلقين والحشو وطغيان الجانب النظري عن الجانب التطبيقي، لذا يقع على عاتق الجهات التعليمية المعنية انتهاج أساليب مغايرة أكثر قدرة وكفاءة لصناعة أجيال مستقبلية مبدعة وخلاقة.
باحثة وكاتبة سعودية
J_alnahari@