اجتماعية مقالات الكتاب

2020 عام الدروس

عبد الله الاحمري

أتعجب كثيرًا من أولئك الأشخاص الذين يصفون عام ٢٠٢٠ الذي سنودعه بعد أيام قليلة بعام النكسة والبلاء والمرض والنكد، وغير ذلك من المسميات التي في الواقع يجب أن لا تذكر ولا تتداول ولا تنشر، فالعام يعني الأيام وكل أيامنا مرتبطة بالله سبحانه وتعالى “لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر”.

وكل هذه الرسائل التي حملت طابع السخرية والاستهزاء بدأت تتداول بسرعة البرق بمجرد وصول التطعيمات الخاصة بكورونا وقرب انتهاء عام ٢٠٢٠ وإطلالة العام الجديد الذي نسأله سبحانه وتعالى أن يكون عام خير وبركة.
أعود مجدداً للحديث عن عام ٢٠٢٠، دعونا ننظر إلى هذا العام والدروس المستفادة منه ، فمنذ انتشار فيروس كورونا – ولله حكمة في ذلك – وما تركه من تداعيات خلفه ونحن نسب العام وننزل عليه اللعنات إلا إنه إذا نظرنا برؤية أخرى نجد أننا تعلمنا دروسا عديدة في حياتنا بتصحيح الكثير من الممارسات والسلوكيات الاجتماعية والصحية والاقتصادية وليس ذلك على مستوى الأفراد بل على نطاق منظومات الدول وهيكلتها ، ومن أهم ما تعلمناه كيفية الإدارة المثلى لأمور حياتنا ، إذ أدركنا في ٢٠٢٠ أن صحة الإنسان لا يعلوها شأن في كيفية المحافظة على أكبر نعمة منحها سبحانه وتعالى لنا ، تعلمنا الصبر بمفاهيمه ومعانيه السامية وكيفية مواجهة الصعوبات وتحديات المرحلة.

ورغم كل التداعيات التي عشناها ولمسناها، لم يتركنا سبحانه نواجه تلك الظروف القاسية بل شملنا برحمته وعطفه .. صحيح كم من شخص فقد وظيفته وكم من فرد عصفته الظروف ولكن شملته نعمة ربنا في عدم النوم جائعًا.
ومن عناية الله بالبشرية أن مكّن العلماء والباحثين من التوصل إلى لقاح يقي بإذنه من فيروس ” كورونا” وذلك ايضاً في عام ٢٠٢٠، وغمرت الفرحة الجميع بهذا الانجاز الذي سيحمي كوكب الأرض من ويلات الفيروس المزعج.

واخيراً.. أقول لهؤلاء الذين يقللون من شأن ٢٠٢٠ ، تذكروا نعم الله في هذا العام ، وتجنبوا إثارة التهويل ونشر البلبلة ، فكل الأيام جميلة وتحمل في طياتها أجمل الإشراقات ، فتفاءلوا خيرًا ، وترحموا على من توفاه الله ، وادعوا بالشفاء للمصابين ، واسألوا الحماية للجميع ، واستمروا في التدابير الاحترازية والاشتراطات الصحية وخصوصًا بعد ظهور السلالة الجديدة لكورونا نتيجة التحور الجيني وهذا الأمر لا يشكل أية مخاوف إذ إن خاصيته تتميز في سرعة انتشاره فقط ، وبإذن الله التطعيم قادر على الحماية ومواجهة السلالة الجديدة مع فيروس كوفيد-١٩ الأساسي.
وسلامة صحتكم،،،

shahm303@hotmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *