بيروت – البلاد
كشفت مصادر سياسية لبنانية مطلعة على ملف تشكيل الحكومة أن فشل المساعى الأخيرة للتأليف كانت بإيعاز من “حزب الله”، ذراع إيران في لبنان، موضحة أن الحزب رهن تشكيل الحكومة باتضاح موقف الإدارة الأمريكية الجديدة من إيران، مشيرة إلى أن القريبين من الميليشيا الموالية لطهران لا يخفون أن لا حكومة قبل تسلم الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن مهماته في 20 يناير المقبل وظهور اتجاهاته حيال الملف النووي الإيراني. وأفادت المصادر، لـ”البلاد”، أن التحركات التي سبقت وأعقبت الاجتماعين الـ13 والـ14 بين الرئيس عون ورئيس الحكومة المكلف في بعبدا، وحالة الجدل وتبادل الاتهامات بين الفريقين ليست سوى الجانب المُعلن من الصورة، بينما الأمر الأساسي وغير المُعلن يعود لموقف “حزب الله”، الذي يدير مفاوضات تشكيل الحكومة من خلف ستار.
ولفتت إلى أن الرهان على إعادة تحريك المبادرة الفرنسية عقب معاودة الرئيس إيمانويل ماكرون نشاطه بعدما تعافى من إصابته بفيروس كورونا لا يمكن أن يستقيم، إذا لم تظهر ملامح متغيرات حقيقية في موقف الفريق المعطل لتأليف الحكومة وهو أمر مشكوك فيه حتى اللحظة، مؤكدة أن التأزم صار عنوان المشهد السياسي في لبنان، والشلل يضرب كل القطاعات الحكومية والسياسية والاجتماعية والمعيشية والحياتية.
إلى ذلك، رفع البطريرك الماروني بشارة الراعي سقف مواقفه باتجاه “الجماعة السياسية”، منددًا بعرقلة تشكيل الحكومة، وللمرة الأولى طالت سهام الراعي رئيس الجمهورية بشكل صريح، عندما حمله بشكل أو بآخر مسؤولية تعطيل تشكيل الحكومة، بقوله: “لم نجد مبررًا لدى الرئيسين عون والحريري لعدم تشكيل الحكومة”. انتقادات الراعي اللاذعة أعقبت مسعاه لتحريك الملف الحكومي، ودخوله على خط الوساطة بين بعبدا وبيت الوسط، والذي كاد يصل إلى خواتيم سعيدة، قبل أن تتحرك مجددًا شياطين التفاصيل، التي واكبت زيارة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل إلى بكركي الأسبوع الماضي. الراعي وضع مطلب تشكيل الحكومة خطوة أولى على طريق إنقاذ لبنان من الأخطار التي تتهدده، وفي رسالة مباشرة إلى المعنيين بعملية تشكيل الحكومة، قال إنه: “إذا كانت أسباب عدم تشكيل الحكومة داخلية فالمصيبة عظيمة؛ لأنها تكشف عدم المسؤولية، وإذا كانت أسبابها خارجية فالمصيبة أعظم؛ لأنها تفضح الولاء لغير لبنان”، لافتًا إلى أنه في الحالتين يشعر الشعب بأن التغيير بات أمرًا ملحًا من أجل وقف مسيرة الانهيار الوطني.