جاء البيان المشترك بين الرياض وموسكو، مُحققا لآمال وطموحات البلدين الصديقين، ومعززا للدور الرئيس والحكيم لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، والرئيس فلاديمير بوتن رئيس جمهورية روسيا الاتحادية، لتأكيد متانة العلاقات الثنائية الوثيقة بين البلدين الكبيرين، وفي المؤتمر الصحفي الذي عقده في الرياض مؤخرا، صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزير الطاقة، ونائب رئيس الوزراء الروسي ديمتري روجوزين، أعرب الجانبان عن ارتياحهما لنتائج الاجتماع، والبيان المشترك الذي يؤكد عُمق العلاقة التاريخية بين المملكة وروسيا، وتطرقا للعديد من النقاط التي تم الاتفاق عليها، وفي مقدمتها استمرار استقرار سوق النفط في المرحلة القادمة، وتأمين احتياجات السوق العالمي، وفق اتفاق دول أوبك بلس، في إطار ميثاق الدول المنتجة للبترول.
ولاشك أن التوافق بين البلدين يقود العالم لمزيد الرخاء واستقرار أسعار النفط، في ضوء الاحتياج العالمي للطاقة النفطية، وتجاوز مرحلة سابقة وضعت العالم في حالة حرجة جدا، بسبب جائحة كورونا التي اجتاحت العالم، وتسببت في انخفاض الأسعار لما دون 20 دولاراً للبرميل النفط، والتي تطرق لها الخبير الدولي والمستشار النفطي، الدكتور محمد سرور الصبان، في لقائه مع القناة الفضائية (روسيا اليوم)، مؤكدا بأنه لولا التنسيق بين الرياض وموسكو في هذا الخصوص، لاستمرت حالة الانخفاض والتخبط ولظل سوق النفط، يعاني من تلك الإشكالية والفوضى العالمية، التي أثرت بشكل مباشر على الاقتصاد العالمي، مشيدا بالتعاون بين السعودية وروسيا، لضبط إيقاع سوق النفط وتجنب الهزات الاقتصادية المؤثرة عالميا.
كما تطرق الصبان للعديد من مجالات التعاون بين المملكة وروسيا، المتمثلة في التعليم والثقافة والفضاء والصناعة، وتقنيات المعلومات والاتصالات، والتنمية الحضرية، والتمويل والمصارف، والنقل، والقطاعات الأخرى ذات الاهتمام المشترك بين البلدين، وهي مؤشرات ايجابية لمستقبل العلاقة بين البلدين، نافيا أن تشوبها أية شائبة وإنما ترسم أبعاداً سياسية واقتصادية كانت ولازالت، تعززها استراتيجيات العمل المشترك بين المسؤولين في كل من المملكة وروسيا، عطفا على الاتفاقيات السابقة التي شهدتها زيارة فخامة الرئيس بوتن للمملكة عام 2019م، وسط حفاوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد، بضيف البلاد الكبير.
ولنا أن نتذكر أن هناك من العلاقات الدبلوماسية والتاريخية والثقافية المشتركة، التي تؤكدها الدراسات الأكاديمية بين الحضارتين العريقتين، ونحن إذْ ندرك تماما المكانة التي تحتلها المملكة بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والأصداء العالمية في كل من دول الشرق والغرب لهذه المكانة، التي وصلت لها المملكة والمستوى الحضاري والثقافي، الذي يتوازى مع النقلة الاقتصادية التي تعيشها المملكة واقعا واستقرارا، وتعكس رفاهية الفرد في المجتمع السعودي بفضل هذه القيادة، وفي هذا الصدد لابد لنا من وقفة إشادة بوسائل الإعلام السعودية المتعددة، التي أبرزت للعالم هذه الصور الحضارية وعاشت معها مراحل التنمية، بروح التجديد المعاصر غير المُخِلْ بالقيم والعادات والتقاليد التي تتفق مع الكثير من الحضارات العالمية.