كنت آمل أن نخرج من هذا العام بدون كورونا ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فلم يترك ذلك الزائر الثقيل بابا الا وطرقه حتى بابي.. ما يزال يطرق الأبواب ويحصد الأرواح مع عدم وضوح لملامح المستقبل في ظل تفشي تلك الجائحة التي أطفأت كل مظاهر الحياة بالعالم حتى الاحتفالات والأعياد التي كانت توحد القلوب وتدخل الفرح والسعادة على النفوس ولو قليلاً انطفأت أنوارها في كل الدنيا بسبب كورونا، أدعو الله أن يتمثل للعالم بارقة أمل بعد ظهور لقاح يمكن أن يتصدى لذلك الفيروس اللعين.
ولكي أكون أكثر وضوحاً وصراحة، حاولت أن أقارن حجم الأضرار والخسائر التي يخلفها الفيروس يوما تلو الآخر فوجدت بأن بعض المشاكل في الحياة وحتي الأزمات التي نمر بها مهما كانت ثقيلة لم ولن تصبح بعمق وثقل الأوجاع والمآسي الإنسانية العالمية الواضحة التي خلفها فيروس كورونا.. لقد وحد كل شعوب العالم في الألم والحزن والمعاناة والأوجاع، جعلنا جميعاً في حالة حرب مع عدو خفي لا يعلم أي أحد منا عنه أي شيء سوى أنه قاتل شرس هبط علينا لنستعيد عقولنا وتفكيرنا في الحياة ولننظر لطريقة العيش بمنظور آخر أوسع من الذي كنا نعيش به في الكون ونتدبره بالطريقة الصحيحة التي خلقنا من أجلها. وها نحن الآن على أعتاب عام جديد آمل بأن يحمل لنا ولو قليلاً من الأمل بعد ظهور اللقاح الذي أتمنى أن يخفف من تلك الأوجاع ويحد من الأعداد المخيفة التي نشاهدها يومياً بين الإصابة والوفاة.. وبين عام منصرم وعام آت أقدم الاعتذار لكل روح خرجت من ذلك العام الذي عشنا أيامه مثقلين بالعديد من الهموم والمتاعب والمخاوف من الإصابة للمرض للترقب للحرص على حياة من نحب ..
أقدم اعتذاري لكل روح لم تجد من يخفف من أوجاعها فنحن جميعا توحدنا هذا العام في الألم .. ومازال ذلك الزائر الثقيل بيننا يحل على نفوس أحبابنا بحضوره الكارثي المزعج الذي حرم العديدين هذا العام حقهم في الحياة وتحقيق الأحلام والذي بسببه غابت الكثير من الوجوه التي نحبها وزاد من ألم قلوبنا على أوجاع المقربين حينما شاهدناهم وهم يتألمون دون أن نستطيع تقديم أي يد للمساعدة أو طريقة لتخفيف أوجاعهم الشديدة.. ماتزال لكورونا بصمة واضحة أدعوا الله مع اقتراب العام الجديد أن تنتهي عاجلاً غير آجل رحمة بالإنسانية ورفع لحالة البلاء الذي جعل الكثيرين يعيدون حساباتهم من جديد وينظرون للحياة بوجه آخر.
Nevenabbas88@gmail.com
NevenAbbass@