البلاد – مها العواودة
أشاد حقوقيون وناشطون في منظمات حقوق الإنسان بقرار مملكة الإنسانية تقديم لقاح فيروس كورونا “فايزرك بيونتك” الذي تم اعتماده من قبل هيئة الغذاء والدواء السعودية باعتباره التطعيم الآمن والفعال للمواطنين والمقيمين بالمجان. وأكدوا أن هذه الخطوة العظيمة تضاف إلى سلسلة خطوات حازمة نفذتها المملكة منذ بداية أزمة كورونا حفاظا على سلامة وصحة الإنسان لتواصل تميزها عالميا في إجراءاتها وخططها وجهودها الإنسانية التي اتخذتها مبكرا لحماية البشرية.
أشاد د.أيمن نصر رئيس منتدى الحوار العربي الأوروبي لحقوق الإنسان بجنيف بتوفير مملكة الإنسانية لقاح كورونا بالمجان للمواطن والمقيم لتضاف هذه الخطوة إلى سلسلة من الخطوات الإيجابية التي اتخذتها المملكة ويحتذى بها للتعامل بشكل علمي ممنهج مع الأزمة، وقال:” اتخذت المملكة مع بداية الأزمة عدة قرارات لمواجهة تفشي فيروس كورونا في إطار خطة عمل مدروسة وبالتعاون مع منظمة الصحة العالمية الأمر الذي ساهم بشكل كبير جداً في محاصرة انتشار الفيروس وقد ساهم سرعة اتخاذ القرارات في الحد من الإصابات ولم تتعامل بسياسة رد الفعل وهو الأمر الذي ساهم بشكل كبير بالخروج من عنق الزجاجة وجعل الوباء تحت السيطرة وعزيز حماية أرواح المواطنين والمقيمين على حد سواء، ولم يقتصر دور المملكة على مواجهة تفشي الفيروس داخليا فقط بل مارست دورها الريادي في المنطقة والمساهمة في إيجاد حلول للمشكلة إقليميا ودوليا من خلال استضافتها قمة استثنائية افتراضية في مارس الماضي يعكس قيمة وحجم إسهاماتها وهو تأكيد على تقدير المملكة لأهمية العمل الجماعي وتبادل الخبرات بهدف توحيد الجهود الدولية وهو الأمر الذي لاقي استحسان المجتمع الدولي”.
وأوضح أن المملكة من أوائل دول العالم التي تحركت بشكل سريع لتوفير اللقاح دون النظر لتكلفته بهدف حماية مواطني المملكة وهو ما يعد ترسيخا لفكرة حقوق الإنسان من خلال حماية الحقوق الاجتماعية والاقتصادية للمواطنين ويأتي هذا الدور الفعال بالتزامن من مجهودات المملكة في تعزيز للجهود الدولية في التعامل مع الأزمة واستعدادها للمشاركة بشكل فعال.من جانبه اعتبر كمال المشرقي سفير حقوق الإنسان في الأردن أن ما قامت به المملكة العربية السعودية من توفير اللقاح لجميع الأفراد على أراضيها خطوة إنسانية عظيمة أساسها الاعتراف بالمكون البشري في بناء المستقبل نحو الأفضل والسعي للحفاظ على الكرامة الإنسانية التي أعزها الله عزوجل وهو دليل واضح على نهج الدولة في التعافي بصورة إنسانية عميقة مستمدة من القيم السماوية الراسخة التي عززتها منظومة حقوق الإنسان العالمية. وتابع “مما لا شك فيه أن مجابهة فيروس كوفيد-19 كورونا المستجد أثر بشكل كبير على منظومة حقوق الإنسان و حمايتها، ومن اهم التحديات التطلع نحو التعافي من هذه الجائحة وذلك كخطوة أولى من خلال توفير اللقاح ليشمل جميع الافراد وجميع الفئات وخصوصا الفئات المهمشة والمستضعفة من النساء والاطفال وكبار السن واللاجئين والمهاجرين وغيرهم. والتوزيع العادل للمواطنين والمقيمين وتحقيق النداءات العالمية بتنفيذ محور المساواة والعدالة ونبذ جميع أشكال التمييز للتعافي من هذا الفيروس”.
في السياق أكد عضو لجنة الخبراء القانونيين بمنظمة العمل العربية الدكتور علي الصديقي أن تقديم اللقاح الخاص بالفيروس مجاناً يعد خطوة في الاتجاه الصحيح قامت بها الدولة السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وهي غير مستغربة على بلد الإنسانية، تصب في مصلحة تعزيز حقوق الإنسان، حيث لم يترك الأمر عُرضة لمنافسات السوق التي قد تؤدي في بعض الأحيان إلى الاستغلال التجاري، وهو بذلك منهج محمود في التعامل مع فكرة الحق في الصحة العامة. ونوه إلى أن جائحة كورونا كشفت سياسات عدة دول في تعاملها مع حق الإنسان في الصحة العامة وسلامة جسده، باعتبار أن هذه الحقوق تعلو وتتقدم حقوق أخرى اقتصادية واجتماعية، بل ويتفق حق الإنسان في صحته وسلامته مع المرجعيات التأسيسية الأولى لفكرة حقوق الإنسان وتاريخها العالمي، فكانت المملكة من أوائل الدول التي سارعت لحماية الإنسان وحقوقه على أراضيها وساعدت الدول الفقيرة والنامية في تجاوز الأزمة. كما أوضح رئيس مؤسسة ملتقي الحوار للتنمية وحقوق الإنسان سعيد عبد الحافظ أن قرار المملكة بتطعيم المواطنين والوافدين باللقاح للوقاية من فيروس كورونا حلقة جديدة يشار إليها بالبنان في سلسلة إجراءات حازمة كانت المملكة من أوائل الدول التي اتخذتها للسيطرة على انتشار الفيروس منذ مارس الماضي رغم صعوبة تلك الإجراءات في بلد تعد الأولى في العالم في استقبال جنسيات مختلفة لأداء شعائر الحج والعمرة، مؤكداً أن هذه الإجراءات نجحت في خفض نسبة المصابين في المملكة بفيروس كورونا. ونوه إلى أن خطوة منح اللقاح بالمجان للمواطن والوافد على السواء تعكس مفهوم المساواة بين الجميع دون تمييز في مملكة الإنسانية وهو جوهر حقوق الإنسان التي تخطو المملكة خطوات ثابته للأمام من أجل تمتع الجميع بحقوقهم.