لنجوم الرياضة تأثير هائل على عشاقها ومشاهديها العاديين؛ حيث تتمتع الرياضة بطريقة وفريدة؛ لإحداث تأثير إيجابي في المجتمع سواء كانت تساعد الأطفال أو الدول، فهي تحدث فرقًا بشكل يومي، والرياضيون قدوة للشباب وعشاق الرياضة داخل الملعب وخارجه، ولا يمكن ذكر كرة القدم دون ذكر دييجو أرماندو مارادونا.
في الوقت الذي لا تجد للعديد من نجوم الرياضة تأثيراً يذكر، نجد مارادونا الذي كان ملهماً لمحبي كرة القدم على أصعدة متعددة؛ سواء بمهارته المنقطعة النظير، أو بألقابه وإنجازاته، أو بشخصيته البسيطة والثائرة على ملايين المحبين للعبة على مر عدة أجيال، بالرغم من التحفظات الكبيرة على سلوكه الشخصي خارج الملعب، وإدمانه للمخدرات، فإن ما فعله مع الأرجنتين في كأس العالم 86م بإحراز اللقب في إنجاز يعتبره الكثيرون تحقق بأقدام مارادونا، وواجه من خلاله أكبر نسبة عنف تعرض لها لاعب في النهائيات، من حيث عدد الأخطاء المرتكبة ضده، مسجلًا هدفًا أسطوريًا، أصبح وصفاً ثابتاً للأهداف الإعجازية لتوصف بالأهداف “المارادونية”.
انتقاله إلى نابولي وفريقها الذي لم يكن ذا مكانة تذكر في إيطاليا، وكرة القدم الأوروبية قادماً من فريق هو عكس ذلك تماماً (برشلونة) محرزا معهم بطولتي دوري وبطولة قارية، في إنجاز غير مسبوق، جعله يتربع في قلوب “النابوليتان” في قصة عشق ليس لها مثيل، إلى مواقفه الثورية تجاه الفيفا، وسلطته المتمثلة في بلاتر ورفاقه، التي جعلته هدفاً لهم وربما سبباً في إنهاء مسيرته، وفي النهاية قد يقول البعض: إن مارادونا كان محقاً بالنظر لما آلت إليه الأوضاع مع بلاتر ورفاقه. كل ذلك عزز مكانته لدى محبي كرة القدم حتى في المواقف التي لم يكن مقنعاً فيها كالتدريب، ورغم ذلك إلا لكونه مارادونا، جعل العالم يتابع ويترقب ماسيقدمه مثلما كان مع منتخب الأرجنتين في كأس العالم، وهو ما جعل نتفليكس تقدم وثائقياً من جزءين لفترة تدريبه لأحد الأندية المكسيكية المغمورة. أحد إيجابيات الرياضة، هي المشاعر التي يبعثها اللاعبون والمدربون والمشجعون وجميع المعنيين بها، وتثير شغفًا كبيرًا ، أحيانًا تكون مفرحة ، وفي أحايين أخرى تكون محزنة وهو ما صاحب حالة الحزن العالمية على وفاة هذا النجم والشخصية الأسطورية، التي لم تكن لتبرز بهذا الشكل عالمياً، لو لم تكن ملهمة للعالم.
بعد آخر:
عندما اكتسح الرياضيون الأولمبيون البريطانيون الفئات في أولمبياد 2012 وفي أثناء الترويج لحملة لزيادة النشاط البدني في جميع أنحاء المملكة المتحدة، انخفضت معدلات المشاركة الرياضية بعد الأولمبياد على الجانب الرياضي، حيث يقال إن 10٪ فقط من الرياضيين كان هؤلاء الرياضيون ملهمين لهم، حيث أشارت الغالبية العظمى إلى أن الآباء (59٪) والأصدقاء (28٪) كانوا الأكثر تأثيرًا وإلهاماً لهم في الاهتمام بالرياضة.
@MohammedAAmri