رياضة مقالات الكتاب

هذا الهلال..ولن أجامل

قد أتفق مع كل من يقول: إن الهلال يحظى بنفوذ كبير، وله معاملة خاصة، ويؤثر بقوة في صنع القرار الرياضي المحلي، الخ. لكنني سأختلف أشد الاختلاف مع من يقول إنه فريق ضعيف أو أنه ليس بطلا، أو أن كل منجزاته بالتحكيم، كما أنني لن أصدق أن هناك من يفرض لاعبي الهلال على المنتخب؛ حتى وإن شهد شاهد من أهلها وهو محمد الدعيع ذات يوم في حديثه لبرنامج كورة، أو أن تكون قيادة الأخضر حكرًا على لاعبيه منذ النعيمة مرورًا بالثنيان والجابر والقحطاني وأسامة هوساوي، وسلمان الفرج وسالم الدوسري وآخرهم البليهي، وسأقف بكل قوة في وجه من يقول إن الهلال بوابة عبور للمنتخب بمجرد انتقال أي لاعب للزعيم؛ حتى وإن ألمح لذلك ناصر الشمراني بابتسامة ضاحكة عبر برنامج صدى الملاعب، بل سأترك كل ذلك جانبًا، وسأقفز عليه وأذهب للحديث عما هو أعم وأشمل وهو الهلال…

الكيان البطل، الذي أومن أنه النادي الوحيد الذي يجب أن يطلق عليه نادٍ، فالثوابت فيه لاتتغير، وإن تغير الأشخاص، والعمل فيه ثابت، رحل من رحل وجاء من جاء، نادٍ لا تسمع فيه رموزا، فرمزهم الدائم هو الذهب، وتصفية الحسابات في قاموسهم هي” لن تدعم أكثر مني”. يتفقون أنه كاسمه عالٍ، وكلهم مهما بلغوا من الجاه والمال دونه، عندما يختلفون مع إدارته يدعمونها بالصمت، ويصفقون لفريقهم في المدرج. لايتمنون خسارته ولا يحيكون المكايد ولا يضعون العراقيل في طريقه؛ تشفيًا،لأنهم يؤمنون أن ذلك عقاب لناديهم، وليس لرئيسه. هم أكثر العاشقين الذين يدركون أن الكيان باق والأشخاص راحلون، لايقدسون شخصا؛ مهما حقق، ولايشمتون بآخر، إن أخفق.

وغرسوا ذلك في نفوس لاعبيهم، فلم نسمع عن إدارة سرحت لاعبًا لخلافها مع سابقتها، ولم نسمع أيضا عن لاعب هدد بالرحيل لاستقالة إدارة، ولم نقرأ أو نسمع أيضا أن إدارة طعنت في أخرى، أو شككت فيها باستثناء ماحصل بين إدارة الجابر وإدارة الأمير نواف بن سعد، وانتهى على طريقة كلٌ يصلح سيارته. هذا خارج الملعب، أما داخله فقد انعكست روح الخارج على الداخل؛ حيث تلحظ تفرد لاعبي الهلال عن غيرهم من خلال روح الجماعة، والإخلاص للشعار، وثبات مستوياتهم، واستمرارهم في تحقيق البطولات، وإن اختلفنا على بعضها. كل ذلك بفضل نهجهم الإداري الذي يقوم على شعار ( الهلال أولًا)؛ حيث تواصل كل إدارة مافعلته سابقتها من الحفاظ على المكتسبات وتنميتها، وليس فرط السبحة بعد أي بطولة كما يحدث في الأهلي والنصر؛ لهذا ظل الهلال طوال تاريخه بطلا، حتى وإن سقط، فلايسقط إلا واقفا.

تويتر : علي معيض 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *