من أول لحظة يتم فيها عقد الزواج لبناء أسرة جديدة مُستقرة وإلى حين انتهاء ذلك العقد بالطلاق، قصة قد تطول وتقصُر ؛ كما أنها قد تحمل الكثير من الذكريات الجميلة والسيئة في آن واحد، فالأحداث تتنوع وتتفاوت وتبقى الخيارات محدودة.
ومن تلك الأحداث ما يمكن أن ينساه البعض أو حتى يتناساه ؛ كما أن هناك أحداثا استثنائية لها أبعاد أخرى وبحدوثها تختلف المعادلة تماماً، وتصبح تلك العلاقة الزوجية مستمرة حتى بعد انتهائها، وفق مصلحة ذلك الحدث، وهو أن يكون هناك طفل.
نعم.. وجود الأطفال ، من النعم التي يجب أن تُقدر، وأن يتم التعامل معها بمنظور الإنصاف والمحبة من قِبل والديهم وذويهم، ولا يمكن بأي حال من الأحوال اتخاذهم كوسيلة ضغط أو بطاقة لتصفية الحسابات بين طرفين، وتحت أي ظرف كان.
لن أنظر للمسألة بمنظور الأصل، وأقول إنه يفترض أن يكون حدوث الطلاق أبعد الخيارات الممكنة، وأن الخلافات يفترض أن تحل بطرق أكثر حكمة، ولن أقول أيضاً إنه في حال وقع الطلاق يُفترض أن يكون الطلاق مقترناً بالإحسان وحفظ المعروف.
ولكن ما سأقوله هو أن من الخطأ أن نُحمل الطفل البريء ذنباً ليس له، ونُحاسبه على أخطاء لم يرتكبها، وكل ذلك تحت مُسميات واهية كالبحث عن مصلحته أو الحرص على تربيته … الخ ؛ ليبدأ بعد ذلك مشوار المزايدة وإثبات القوة بين المُتخاصمين !
لستُ مؤيدة لأن يكون هُناك خلاف ؛ ولكن إن وقع فتذكروا حينها أن هذا الطفل أمانة، وأن انتهاك حقوقه جريمة يأباها العقل والفطرة قبل القانون، وأن ما قد ترونه أمراً هيناً قد تكون له آثار نفسية تؤثر على حياته، وتستمر معه لمراحل متأخرة من العمر.
حتى بعد الطلاق لنحرص على تهيئة البيئة المناسبة للطفل ؛ ليعيش طفولته بسلام وأمان، ولنحرص على أن لا ننشغل بخلافاتنا الشخصية عما هو أسمى. فالأطفال نعمة يجب أن نُحافظ عليها ولا نجعلها ضحية لقضايا شخصية قد تطول وتطول !
البريد الإلكتروني :
szs.ksa73@gmail.com