قد نلتمس العذر للوحداويين تجاه ردة فعلهم وعتبهم الكبير بعد الخسارات الثلاث المتتالية، ولكن عليهم الحذر، فقد تكون سببا في الوصول لما هو أعمق من خسارة تسع نقاط. فالهدوء مطلب؛ لترك مساحة للتعديل، وخصوصا أننا في فترة توقف.
فالمنافسون لن يفرحوا بنجاحاتك بقدر سعادتهم بانكساراتك، فهذا قانون التنافسية الذي فرضته لعبة كرة القدم. نعم .. اتفق الجميع أن هناك خللا فنيا واضحا، والبعض ذهب إلى ضعف الأداء عند بعض العناصر؛ ومنهم من يرى أن فقدان بعض المكتسبات السابقة أحد أسباب البدايات المتعثرة.
وهناك من ذهب إلى أبعد من ذلك ” بوجود صراعات داخلية “، التي أتمنى أن تكون غير صحيحة، أو وأدها سريعاً في حال صحتها.
وبعيدا عن المسببات التي أدت إلى ذلك، التي نتفق أو نختلف حيالها، فصناع القرار يحتاجون الآراء الصادقة، ووجهات النظر المقنعة التي قد تساعدهم في اتخاذ القرار الصحيح.
فنياً … أعتقد أن كثرة تغيير الكوادر التدريبية، قد يفقد الفريق هويته؛ فيحتاج إلى وقت أطول لعودته، وخصوصا أن البرتغالي فييرا قدم بقناعة تامة من إدارة النادي. فهو يمتلك قناعات فنية قد تكون جيدة بالمجمل، ولكن تحتاج لوقت ” طويل “؛ لجنى ثمارها.
لذلك من المفترض أن يقوم بتطوير العمل الفني سريعا، وبتوازن حقيقي بين قناعاته، وبين الطريقة المثلى في الحصول على النقاط، وتحديدا تنظيم الثلث الدفاعي، وأخطائه الفردية المتكررة، والتحولات الهجومية السريعة، وحل مشكلة إهدار الفرص، وخصوصاً في وجود لاعبين قادرين على التسجيل، لا سيما أن الفريق وخلال جميع لقاءاته خلق فرصا حقيقية للتهديف، أهدرت معظمها، وقد كانت كفيلة بالانتصار، وجلب النقاط، كما أن إعطاء بعض اللاعبين مساحة للابتكار والجرأة في اتخاذ القرار، وعدم ” خنقهم” فنياً وتكبيلهم بقيود المنهجية التي يريدها، ووضحت كثيراً بتغييراته الفنية أثناء اللقاءات، وكانت سببا في الخسائر.
ولا ننسى أن تجديد الثقة في اللاعبين ودعمهم وتحفيزهم ورفع طاقتهم الإيجابية، من أهم عوامل العودة، إذا ما علمنا أن فترة الانتقالات أغلقت ولا مجال للتغيير، فهم الآن من يمثلون الفريق، والجميع في حاجة لكل
مجهوداتهم؛ حتى يعود الفريق لنغمة الانتصارات ويتجه للمنحنى التصاعدي المطلوب، فجميع اللقاءات صعبة وجميع الفرق تمتلك لاعبين مميزين، والتنافس كبير في دورينا الأفضل، الذي لا يعطي بأي حال مجالاً لصراعات الآراء، واختلافات وجهات النظر ويقتنع فقط بالعمل الجيد والقدرة على إدارة الأزمات سريعاً، وترجمتها فعلياً داخل المستطيل الأخضر، فعلى الوحداويين الوعي التام، والإدراك قبل فوات الأوان، والدخول في معمعة المنحدرات.
بقعة ضوء
كل ما قلت هانت….. جد علم جديد.
@atif_alahmadi
