نيويورك – واس
أكد صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية، أن المملكة كانت ولا تزال وسيطة للسلام لإنهاء العديد من الصراعات الدولية جنباً إلى جنب مع الأمم المتحدة، وأجهزتها المختلفة في سبيل كل ما فيه خير للبشرية.
وشدد سموه في كلمة المملكة التي ألقاها افتراضياً، خلال الاجتماع رفيع المستوى للاحتفال بالذكرى السنوية 75 لتأسيس الأمم المتحدة، على ضرورة تضافر الجهود وتوثيق أواصر التعاون بين الدول للرقي بهذا العالم، ولتنعم شعوب العالم بالاستقرار والرخاء والسلام. وأضاف “المملكة تفخر بكونها عضواً مؤسساً في منظمة الأمم المتحدة، إذ مدت أياديها للشراكة والتعاون منذ بداية تأسيس المنظمة عام 1945، إيماناً منها بأهمية التعاون الدولي المشترك”، مؤكداً أنه منذ ذلك الحين حملت المملكة على عاتقها مسؤولية تحقيق مقاصد ميثاق الأمم المتحدة في الحفاظ على أمن وسلامة شعوب العالم.
وأضاف: “ها هي بلادي تواصل اليوم جهودها الملموسة بقيادة خادم الحرمين الشريفين ـ حفظه الله ـ لمتابعة مسيرتها الميمونة لتحقيق الاستقرار والرخاء والنمو والسلام في المنطقة والعالم، فلم تتوان يوماً عن الاستجابة لنداءات الاستغاثة الإنسانية حول العالم، ولم تدخر جهداً في تقديم يد العون والعطاء للدول المنكوبة والمحتاجة، ولم تتراخ في تكريس جهودها لدفع الشرور المحدقة بالمنطقة، لتحقيق الأمن والسلام لدول الجوار لتنعم المنطقة بالرخاء والاستقرار”.
وأردف سموه: “إن للتعاون العالمي وتضافر الجهود الدولية لتحقيق الأمن والرخاء أثر فعال وإيجابي ينعكس على حياة الشعوب، ولقد سعت المملكة لتحقيق ذلك من خلال المشاركة البناءة في مبادرات الأمم المتحدة، بدءاً من المشاركة في وضع أهداف التنمية المستدامة، والتنسيق فيما يتعلق بالجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب، وأخيراً ما بذلته بالتعاون مع الأمم المتحدة في مكافحة وباء كورونا الذي اجتاح العالم، والتصدي لآثاره الصحية والاجتماعية والاقتصادية”.
وتابع سموه: إيماناً من المملكة بدورها الريادي والقيادي عالمياً، واستشعاراً منها لأهمية العناية بالإنسان في كل مكان، وبصفتها دولة الرئاسة لمجموعة العشرين دعا خادم الحرمين الشريفين، إلى عقد قمة افتراضية، لمناقشة سبل المضي قدماً في تنسيق الجهود العالمية لمكافحة جائحة كورونا، والتخفيف من آثارها الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية، ولحماية الاقتصاد العالمي وتعزيز التعاون الدولي، وتلا هذه القمة إعلان المملكة عن تبرعها بـ 500 مليون دولار أمريكي لتغطية الفجوة التمويلية في الخطة الاستراتيجية للتأهب والاستجابة التابعة لمنظمة الصحة العالمية”.
وقال سموه: “الشراكة مع الأمم المتحدة حققت تحالفاً للأفكار والأفعال يستمد أصوله من التزام مشترك لجعل العالم مكاناً أفضل للبشرية جمعاء، إلا أن العالم لا يزال يعاني من استمرار العديد من الأزمات العالقة في أماكن عديدة من العالم، فلا يزال الشعب الفلسطيني يرزح تحت الاحتلال، ولا يزال التطهير الطائفي والعرقي يقع ضد المسلمين في ميانمار، ولا تزال العديد من القضايا على أجندة الأمم المتحدة لم تجد لها حلا حتى اليوم”، مجدداً حرص المملكة على إحلال الأمن والسلم، وارتقاء بكرامة الإنسان، وحماية الشعوب المستضعفة، ومواجهة التحديات العالمية، مؤكداً أن رسالتها دائما وأبدا هي: السلام.