من أطراف العقيق مرّ أبرهة وجيشه بفيلهم ولم يرجعوا فقد جعل الله كيدهم في تضليل، بعد أن أرسل عليهم طيرا أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل عقوبة أنزلها الله عليهم لجرأتهم على بيته المعظّم.
والأثر الباقي هناك يؤرخ للواقعة ويجسد جانباً منها ويستثير اهتمام الكثيرين مسلمين وغيرهم مما يستدعي الاهتمام والمحافظة عليه والتعريف به واستنطاقه لقراءة التاريخ. ورغم تلك الأهمية فإن الوصول إليه فيه شيء من الصعوبة لكثرة الأحجار بتلك الحرّات الأمر الذي يتطلّب فتح طريق محاذٍ ووضع لوحات إرشادية إليه وإحاطة الموقع بالسياج لحمايته من العبث. وبعد جولة الإعلاميين وما استمعوا له من ملاحظات الشيخ سعيد بن مدشوش شيخ قبيلة آل طالب وشروحات الباحث سعيد بن ناصر تم الانتقال إلى موقع جميل أعد فيه أهالي جرب جلسة ماتعة مع ألحان الشعراء وصوت الربابة تحيطهم الخيول العربية على صهواتها فرسان من أبناء العقيق في منظر جميل يمكن تطويره من قبل الجهات المعنية لتحقيق الجذب السياحي على مدار العام.
وبعد السير من هناك مروراً من طريق ترابي لم تتمكن الحافلة من التحرك بعد أن غاصت عجلاتها في الرمال ولم تجدِ محاولات السائق لإخراجها لتأتي الفزعة والنجدة سريعاً من شباب القبيلة بالشيولات والأدوات والخبرة والرجولة حيث قام أحدهم بقيادتها لإخراجها وكان التساؤل عمّن يقوم بإسعاف كل من تعلق مركبته طالما بعض الطرق بهذا الوضع؟ ومن هناك تم الاتجاه إلى “نادي فال العز للفروسية” وأخذ جولة على الاسطبلات ومشاهدة العروض المدهشة والمهارات العالية من الفرسان والاستماع إلى رئيس النادي حمد الرفاعي عما حققه النادي من مستويات متقدمة بين أندية الفروسية على مستوى المملكة والتطلعات لمستويات أفضل في المشاركات القادمة داعياً الجميع لدعم النادي وتشجيع الشباب لتحقيق الطموحات .
واتجه الوفد بعد ذلك إلى مهرجان التمور الذي أقامته المحافظة مؤخراً بحضور كبير من المواطنين يعرض فيه أهم ما تشتهر به العقيق وكان الاستقبال الجميل من سعادة محافظ العقيق د. فيحان العتيبي الذي رحب بالمشاركين في هذه الزيارة متحدثاً عن المحافظة والنقلات النوعية التي تشهدها بدعم واهتمام سمو أمير المنطقة كونها البوابة الجوية لمنطقة الباحة ووجود الجامعة بها إلى جانب المزايا الأخرى كالزراعة والتاريخ والآثار والأجواء. وقد وضّح فكرة وأهداف مهرجان التمور السنوي مشيداً بمشاركة الأهالي في التنظيم والتفاعل لإنجاح جميع البرامج والنشاطات التي تقام والتطلعات إلى الأفضل في قادم الأيام. وقد لمسنا الإشادة حقيقة من أهالي العقيق بجهود المحافظ والثناء على حرصه واهتمامه لتطوير المحافظة والرقي بها. متطلعين إلى نهضة أفضل للعقيق في هذا العصر الزاهر.