واكبت انطلاقة جمعيات البر بالمملكة، مرحلة تأسيس المملكة العربية السعودية على يد المؤسس المغفور له – بإذن الله – جلالة الملك عبدالعزيز – طيب الله ثراه – وقد شجع قيامها والعناية بها، وبرسالتها الإنسانية السامية، في خدمة المجتمع، وسار من بعده أبناؤه البررة في تشجيعها ورعايتها، والوقوف إلى جانبها [مادياً ومعنوياً] وتأسى به كل محب للخير من المحسنين والداعين إليه.
• ومع النهضة المباركة التي عمت أرجاء البلاد على كافة الأصعدة تضاعف عدد هذه الجمعيات على مستوى مدن المملكة وقراها، وأوجدت لها الهياكل الإدارية والتعليمية والمالية، وفق أنظمة الدولة وتعليماتها، وأسند العمل فيها إلى رجال ونساء أكفاء، وتأهيل علمي يتفق ودور كل عامل فيها.
• وقد أدت هذه الجمعيات خلال مسيرتها الطويلة المشرفة، دوراً بارزاً في وجوه البر، وخاصة في مجال الطبقة الكادحة والفقيرة، كالأيتام والأرامل والعجزة وكبار السن ممن تثبت حاجتهم للمساعدة والإحسان.
• ولأن رسالة هذه الجمعيات تنطلق في أهدافها ومدلولها، من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، فقد تسابق العديد من المحسنين وأهل الخير قديماً وحديثاً إلى دعمها والمساهمة في تشجيعها طمعاً فيما عند الله من الأجر والثواب، إضافة إلى دعم الدولة السخي لها.
• وللدور الفاعل الذي تقوم به هذه الجمعيات في وجوه الخير في الداخل والخارج فقد احتضنت مدن المملكة وقراها والبادية العديد منها للدور الخيري الذي تقوم به [إنسانياً ومجتمعياً] فإنني أهيب بكل مواطن من محبي الخير ومن الميسورين والأغنياء دعمها، فما يقدم لها يُعتبر من الصدقات الجارية التي تحسب للإنسان في ميزان حسناته.
• قال تعالى: (وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله).
• وفي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث، صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له) رواه مسلم.
• خاتمة: إن جمعيات البر مؤسسات خيرية إنسانية تضطلع في مسارها الحياتي وفق تعاليم الإسلام والشريعة السمحة والسنة المطهرة، وتسعى جاهدة لرسم البسمات الحانية على شفاه المحتاجين من ذوي الحاجات على مختلف طبقاتهم ومستوياتهم وأمصارهم، فهنيئاً لمن قدر رسالتها الإنسانية السامية، وكان له بصمة خير فيها، وصدق القائل:
وخير من في الورى رجل ×× تُقضى على يده للناس حاجات
وبالله التوفيق،،
Ali.kodran7007@gmail.com