جدة ـــ صبحي الحداد
لم تقف ظروف الأعاقة عقبة أمام شذى كردي وإنما بدـأت منذ طفولتها تواجه الحياة بصلابة، ووضعت الإحباط على رف الحياة وانطلقت في العمل، وقد اعتاد مرتادو ممشى الرحاب وسط مدينة جدة على رؤيتها يومياً على كرسيها الكهربائي المتحرك قابعة خلف بسطتها لبيع البطاطا المقلية والمقرمشات وبعض العصائر والمشروبات.
تقول شذى إنها رغم إعاقتها فهي تكافح بإرادة قوية معتمدة على جهودها الذاتية وبسطتها التي تعتمد عليها في حياتها، لافتة إلى أنها وعيت الحياة ووجدت نفسها معاقة ولكن ذلك لم يقف أمام طموحاتها، لافتة إلى أنها منذ طفولتها وجدت الدعم والتشجيع من قبل والديها، وعقب أن أنهت المرحلة المتوسطة والتحقت بالمرحلة الثانوية بدأت الآلام تنتابها بسبب الجلوس الطويل في الفصل وعندها أبلغها الطبيب بضرورة التوقف عن الدراسة لفترة وأن حالتها بحاجة إلى إجراء عملية جراحية، لافتة إلى أنها بعد العملية توقفت عن الدراسة، والتحقت بوظيفة في جمعية الأطفال المعوقين في جدة لمدة خمس سنوات تحت إشارف مديرة الجمعية دنيا علي إدريس والتي تعلمت منها أعمال السكرتارية والسنترال وكل تفاصيل العمل داخل الجمعية ، وبعد ذلك التحقت بالعمل في مستشفيين بالقطاع الخاص.
وتؤكد شذى على دور ومسؤولية الأسر في تحفيز وتشجيع أطفالهم من ذوي الإعاقة ودعمهم نفسيًا وتلبية طلباتهم وتحقيق رغباتهم وتنمية مواهبهم وميولهم، لافتة إلى أن البعض يخفون إعاقات أبنائهم عن أنظار الناس خوفًا عليهم من جرح مشاعرهم،لافتة إلى أنه من الضروري تقوية ثقتهم بأنفسهم وتعزيز فرص اندماجهم الإيجابي مع المجتمع.