بقلم: حمزة عارف
في هذا اليوم الوطني، نحتفل بوحدتنا، وإرثنا الحضاري، وقيمنا، ونجدد عهدنا تجاه سلام وازدهار مملكتنا، كل حسبما يستطيع . بهذه الروح، لنتأمل في وضعنا، اتجاهنا، وما الوعود التي نريد أن نقطعها على أنفسنا اليوم كي نخدم بلادنا غداً.
اليوم يصل عددنا قرابة ٢٤ مليون نسمة، وتعدادنا ينمو سنويا بنسبة ١.٥٪ تقريبا، ٥٧٪ منا ذكور و٤٢٪ منا إناث، و٧٠٪ منا تحت سن الثلاثين، والبطالة بيننا تبلغ نحو ١٢٪.
كسائر الدول، ندرك أننا نمر بأوقات عصيبة تتسم بما يسمى بالتقلب، التشكيك، التعقيد، والغموض – ونشعر بأثر تلك العوامل في تشكيل العالم من حولنا.
تظهر أمامنا بتسارع وحدة تحديات كبيرة في نواحي اقتصادية، اجتماعية، جيوسياسية، وبيئية، وغيرها،. نرى انكماش القطاعات، التضخم، وإعادة هيكلة الاقتصادات، في حين تطوي البشرية صفحة جديدة في تاريخها. هذه سنة مثيرة، وسيدونها التاريخ!
في محاولة لامتصاص واحتواء هذه الصدمات القوية والمتتالية والمضي قدماً برؤية ٢٠٣٠ في الآن ذاته، بلادنا اليوم تعمل في عدة مجالات اقتصادية، ومنها الطاقة والتعدين والبنية التحتية و السياحة و الضيافة والتقنية؛ ونخص الأخيرة بالأهمية.
يراهن العالم اليوم على الذكاء الاصطناعي، والتعلم الآلي، والتحليلات الالكترونية، وعلم الروبوتات، وغيرها لمساعدتنا في حل العديد من مشاكل الاستدامة التي تواجهنا، أهلا بكم في الثورة الصناعية الرابعة!
هذا التحول السريع الذي يحصل أمامنا اليوم ليس مفاجأة، بل هو معد له منذ سنوات، وحفز من تسارعه اليوم انتشار وباء الكورونا في العالم.
فقد مررنا بتجربة تدريس الطلبة وعمل الموظفين من بيوتهم عبر الانترنت، ورأينا انتشار الحكومة والتجارة الالكترونية. أكثر بكثير من ذلك يأتي نحونا وبسرعة، لنرى تحول الخيال العلمي إلى حقيقة!
تشير الدلائل إلى تبني قيادتنا لهذا الاتجاه التقني، باستثماراتها في نيوم، سوفت-بانك، ستار-لينك، الهاكاثونات، وبرامج لتعليم الذكاء الاصطناعي من مؤسسة مسك وغيرها، حتى منح الجنسية للروبوت الذكي ‘صوفيا’.
وستستضيف الرياض كذلك ‘قمة الذكاء الاصطناعي’ و ‘قمة قادة مجموعة العشرين’ في اكتوبر ونوفمبر هذه السنة على التوالي، وستكون التقنية والرقمنة على أجندة مواضيع النقاش.
نتفق جميعا على احتياجنا لفرص نمو جادة، من خلال ابتكار قطاعات اقتصادية، الاستثمار في المشاريع الجديدة، وتحفيز الشراكات القوية.
ولكن الأهم هو بناء منظومة متكاملة، وتسهيل الأعمال، ورعاية بيئة ابتكارية لشبابنا حتى ينخرطوا في مجالات تعلم، وبحث، وتطوير التقنية على المدى البعيد لإيجاد قيمة مستدامة.
نريد أن نستثمر في شبابنا المتحمس في السعودية اليوم حتى يصبحوا رواد التقنية غداً، مثل ايلون مسك، بيل جيتس، وستيف جوبز، ليبنوا مواقع مثل فيسبوك وقوقل في وادي السيليكون السعودي في الربع الخالي، حتى نشرق كزهرة الصحراء في عالم التقنية الشجاع والجديد، بفضل من الله، متحلين بقيم الصبر والكرم في أمتنا، وجبل طويق رمز لعزيمتنا، نستطيع بناء مملكة جديدة للتقنية كما بناها مؤسسنا أول مرة: بحكمة وإصرار.