ستة اسابيع قادمة، وربما ستة اشهر أخرى او أكثر سيضطر الطلبة الى التعلم عن بعد.أعلم ان رجالات التعليم والاختصاصيين يعيشون في دوامة اتخاذ القرارات ووضع التشريعات والنظم والاجراءات الخاصة بالتعلم عن بعد .. او العودة الى المدارس ..ولكن من خلال منظومة جديدة مختلفة .. تتعامل مع زمن الكورونا وما بعده.
الا ان الملفت ان الكثير من الجهات التشريعية والتنظيمية في الوزارات تخطط وتعمل عن بعد ايضا .. واقصد انهم يعملون من خلف ستار وابواب مغلقة بعيدين عن مشاركة فئة المستفيدين عن ارائهم واحتياجاتهم .. ولكن اليوم سأركز على حقل التعليم .. وضرورة المشاركة والمناقشة العلنية امام فئات المجتمع بأكمله قبل وضع استراتيجياته.
لا شك ان هناك تحديات متعاظمة تكتنف هذه التجربة المفاجئة وتحتاج الى ندوات ودراسات ونقاشات مستفيضة .. وايضا الى مراكز بحث واستقصاء .. غنية بالاختصاصيين في التعليم والتعلم عن بعد .. والاجراءات اللوجستية .. والجوانب الاجتماعية والتربوية والنفسية .. وذلك بمشاركة الآباء والامهات والطلبة انفسهم حيث انهم .. هم المستفيدون النهائيون من العملية التعليمية والمتأثرين بقراراتها.
وهناك جانب آخر يدخل المعادلة .. وهي البنية التحتية التكنولوجية ومدى جاهزيتها وقوتها واقتصادياتها .. وخصوصا مدي توافرها وانسيابها في جميع الاتجاهات في مدن وقرى المملكة. بالاضافة الي وضع نظام مالي اقتصادي داعم .. يساعد الأسر علي شراء الاجهزة والمعدات التكنولوجية والمكتبية المطلوبة للتعلم في المنازل في حدود امكاناتهم المالية .. بل يجب الذهاب الى ابعد من ذلك الا وهو وضع بروتوكولات اجرائية وارشادية لممارسة التعلم عن بعد وطرق واساليب اشراف الوالدين علي الابناء وتوجيههم . الخ.
وهناك اسئلة اخرى تدور في عقول اولياء الامور .. عن ضرورة الدروس الخصوصية في المنزل من عدمه .. وكيفية تعامل الاهل مع الفئات العمرية المختلفة لابنائهم بغرض حثهم على الدراسة والتحصيل .. والى اي مدى يسند الاهالي مهام داخل او خارج المنزل لابنائهم طالما تواجدوا امامهم وما مدي تاثير العلاقات والخلافات الاسرية في المنزل الواحد وكيفية تجنيب الابناء تأثير ذلك عليهم.
ان تحديات تطبيق نظام التعلم عن بعد عظيمة .. والمسؤوليات متفرعة ومتنوعة ومعقدة .. كل ذلك يتطلب وضع استراتيجيات واهداف وخطط بالمشاركة الفعالة بين جميع فئات المجتمع حتى نضمن النتائج المرجوة .. دون الاخلال بالعملية التعليمية.