متابعات

«تنفس» حصاد بـ 10 مليارات ريال

جدة ــ ياسر بن يوسف

سجل موسم صيف السعودية (تنفس) نجاحا كبيرا ومتنوعا على الوجهات السياحية كافة، وحفلت بوصلته بالعديد من الأنشطة، فضلا عن إنعاش آليات القطاع الخاص من خلال زوار وجهات الموسم العشر ما أسهم في خلق الوظائف الموسمية للشباب والشابات السعوديين للعمل في مختلف مسارات الصناعة السياحية، ليس ذاك فحسب، بل ‏حافظ الموسم على الوظائف في القطاع السياحي والقطاعات المرتبطة بالصناعة السياحية عموماً. كما أن نسبة إشغال الفنادق والشقق في الوجهات الجبلية في أبها والباحة والطائف وصلت 80 %، ويحدث التقارب بين الجبل والبحر لأول مرة في السياحة السعودية؛ لتناغم الخدمات رغم فارق الأجواء.
( البلاد ) التقت بعدد من رجال الأعمال والذين أكدوا أن الموسم سجّل إقبالاً كبيراً ومتنوعاً على الوجهات السياحية المختلفة، وفضلت شريحة من السياح أبها، والباحة، والطائف بحكم أنها ‏مناطق جبلية ومرتفعة، وأجواؤها معتدلة صيفاً، فيما توجد شريحة تفضل الوجهات الساحلية بشواطئها ‏المميزة، لذا جاء الموسم فرصةً للسعوديين والمقيمين في المملكة لاستكشاف الوجهات السياحية في المملكة وتنوع الأنشطة ‏السياحية فيها ما ساهم في إنعاش جميع قطاعات ‏صناعة السياحة.


وتابعوا أن الموسم منح القطاع الخاص زمام القيادة وفق تسهيلات وضوابط ودعم وتمكين من القطاع الحكومي المتمثل في الهيئة السعودية للسياحة، التي تتضافر جهودها مع بقية الجهات الحكومية لتقديم تجربة سياحية مميزة، تتعدد فيها الخيارات لتلائم كل الأذواق والمتطلبات وتناسب مختلف الفئات العمرية، مؤكدين أن موسم صيف المملكة “تنفس” الذي يستمر حتى 30 سبتمبر الحالي سيحقق عوائد استثمارية تفوق 10 مليارات ريال، تساهم في تعافي المنشآت والمرافق التي تعرضت لخسائر كبيرة بسبب جائحة كورونا العالمية.
وفي هذا السياق أكد الدكتور راشد بن زومة أن صيف السعودية من المتوقع أن يجذب مليوني شخص على أقل تقدير وبحسبة بسيطة سنكتشف أن قطاع السياحة والترفيه سيحقق 10 مليارات ريال تقريبا، في حال افترضنا أن انفاق الشخص السياحي يقارب 5 آلاف ريال فقط، متوقعاً أن يشهد القطاع الفندقي والترفيهي والسياحي انتعاشة كبيرة في أعقاب حالة الركود المحلية والعالمية خلال أزمة كورونا، الأمر الذي سيعود بشكل فعال على العاملين والمستثمرين في القطاع على حد سواء.

ولفت إلى أن “تنفس” يمثل ابتكارا مثاليا ومرحلة تمهيدية في الطريق إلى عودة “مواسم السعودية” التي حققت نجاحات كبيرة خلال عام 2019، وكانت سبباً في تسليط الأضواء الاعلامية على المملكة من مختلف بقاع العالم، مع استضافة مجموعة كبيرة من الفعاليات الترفيهية والرياضية، وتحول مدن السعودية إلى مناطق جذب، والانتقال من مقعد “المتفرج” إلى صناعة الحدث، في نجاح باهر سيعود تدريجياً خلال الفترة المقبلة.
لا للمغالاة في الأسعار

ودعا رجل الاعمال محمد الهضبان السعوديين والمقيمين إلى التفاعل مع موسم الصيف السياحي السعودي هذا العام، وقال: “لا يختلف اثنان على أن مواسم السعودية السياحية والترفيهية، قادت المملكة إلى مرحلة جديدة من التنوع الثقافي والترفيهي، وأسست منصات ابداعية غير مسبوقة، وأطلقت صناعة جديدة تعني بالفن والمسرح والسينما والأنشطة التشكيلية، وساهمت بشكل كبير في تطوير البنية التحتية لقطاع الثقافة والترفيه، ودعم قطاع السياحة، وباتت جزءًا مهماً في تحسين “جودة الحياة” الذي يعد أحد برامج رؤية الوطن 2030، وساهمت بالفعل في تحسين مستوى معيشة المواطن السعودي، ورافداً حضارياً واقتصادياً للبلاد، ومحركاً رئيساً للتحول الوطني نحو التنمية البشرية”.
وأوضح أن (السياحة والترفيه) تقومان بعمل استثنائي رائع، وتسيران بخطوات واسعة نحو المستقبل، حيث أنجزت خلال فترة وجيزة مبادرات وبرامج كانت تحتاج عقود كاملة، مؤكدا على أن تولى القطاع الخاص زمام القيادة وفق تسهيلات وضوابط ودعم وتمكين من القطاع الحكومي، سيكون له أثر طيب في تحقيق النجاحات، مطالباً صناع السياحة بعدم المغالاة في الأسعار، واستثمار الفرصة لجذب السعوديين إلى السياحة الداخلية.


عوائد مباشرة

من جانبه أوضح المحامي نضال عطا أن موسم صيف السعودية هذا العام يأتي بشكل مختلف كلياً عن الأعوام الماضية، متأملاً أن يحظى بجاذبية كبيرة وأن تصل درجة الإشغال خلاله إلى ما يزيد عن 95%، في ظل تعطش الجميع للتغلب على الأثار السلبية التي تركتها جائحة كورونا العالمية، والعزلة الاجتماعية التي فرضت على الجميع بسبب خطر الفيروس القاتل خلال الأشهر الأربع الماضية مع حظر التجول.
وتوقع أن يحقق الموسم عوائد مالية مباشرة للمستثمرين والعاملين في القطاع السياحي والترفيهي الذين كانوا الاكثر تضرراً في الفترة الماضية، مشيراً إلى أن الاعلان عن “تنفس” جاء في الوقت المناسب، وجسد الرؤية الذكية والطموحة لوزراة السياحة، في ظل الحاجة إلى بدائل حقيقية للسفر إلى الخارج، الذي اعتاد عليه الكثير من السعوديين سنويا، ومع المحاذير الكبيرة التي تضعها شركات الطيران، وتوقف الكثير من الوجهات، سيتكون الفرصة سانحة أمام المواطن السعودي ليتعرف على بلده بشكل جيد، ينهل من تراثها وثقافتها، ويتوقف عند معالمها الساحرة، والتي لا تقل بأي شكل من الأشكال عن الموجود بالخارج الذي نقطع آلاف الأميال لمشاهدته.


مناطق الجذب

وكان وزير السياحة رئيس مجلس الهيئة السعودية للسياحة أحمد بن عقيل الخطيب، أعلن انطلاق “تنفس” في لقاء إعلامي افتراضي، ولفت إلى تنوع مناطق الجذب السياحي السعودي، من مدينة تبوك التي تضم الأودية الخصبة والمناطق الرملية وعجائب التشكيلات الصخرية، مروراً بالشواطئ الساحرة والهادئة في “أملج” و”ينبع”، ثم “مدينة الملك عبدالله الاقتصادية” بشاطئها الخلاب وأنشطتها وفعالياتها الترفيهية، وجدة بتاريخها وجاذبيتها، وصعوداً عبر سلسلة جبال السروات في الطريق إلى الطائف مصيف العرب، والغابات الكثيفة والأجواء الباردة والقرى التاريخية في الباحة، وصولاً إلى مرتفعات عسير وقمم جبال أبها الشامخة بتراثها وثقافتها وفنونها، وتستمر رحلة موسم صيف السعودية من القلب النابض للمملكة في العاصمة “الرياض” وصولاً إلى “المنطقة الشرقية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *