متابعات

الحقيبة الذكية تسحب البساط من المكتبات

جدة – عادل بابكير، ياسر يوسف
تصوير: خالد بن مرضاح

في كل عام دراسي جديد يصبح الإقبال على المكتبات والقرطاسيات أمراً لا بد منه لشراء المستلزمات الدراسية من حقائب ودفاتر وأقلام وخلافها ولكن اختلف الحال في هذا العام وأصبحت المكتبات خاوية على عروشها من الزبائن الذين اعتادوا على شراء المستلزمات الدراسية ولا يخفى الحال على الجميع حيث باتت الدفاتر والأقلام بعيدة عن كل البعد عن الطلاب والطالبات في الفصل الدراسي الأول لهذا العام.
(البلاد) رصدت قلة الإقبال على المكتبات والقرطاسيات وعدم وجود الزبائن فيها، والذين أكدوا أن منصة مدرستي بديل حيوي للدفاتر والأقلام التي كانت يستخدمها الطلاب لافتين إلى أن حقيبة الطالب ستكون خلال سبعة أسابيع من الآن وصاعدا حقيبة ذكية ولا يحتاج الطالب إلى الدفاتر والأقلام فكل الواجبات عن طريق الأجهزة الذكية، لافتين إلى أن هذه الحقيبة سحبت البساط من المكتبات الخاصة بالمستلزمات الدراسية.

وفي هذا السياق قال محمد عبد الرحمن بأن ضعف الإقبال على المكتبات والقرطاسيات يأتي لعدم حاجة الطلاب والطالبات للمستلزمات المكتبية حيث أن هذا الفصل سيكون التعليم فيه عن بعد لمدة تقارب الشهرين ولا يحتاج الطالب لحقيبة أو دفاتر أو أقلام فكل الواجبات والتحضيرات ستكون عن طريق الأجهزة الذكية ، ولكن من المفترض إطلاق آلية لتبسيط عملية الدخول إلى منصة مدرستى لأن البعض منهم واجه صعوبات في أول يوم دراسي .

الاعتماد على التقنية
من جهته أوضح منصور الأهدل بأن جائحة فيروس كورونا المستجد أثرت على كافة القطاعات والمتضرر الأكبر فيها هو المكتبات والقرطاسيات لأن التعليم عن بعد يعتمد كليا على التقنية ولا يحتاج إلى المستلزمات الورقية أو حتى الأقلام وغيرها من المستلزمات التي تعودنا شرائها لأبنائنا مع بداية كل فصل دراسي.
فيما قال عبد الله بن محفوظ بأن التعليم عن بعد جعل من المكتبات والقرطاسيات ملاذا خاويا من الزبائن فقلة حاليا من يتوجهون إلى المكتبات لشراء بعض المستلزمات التي يحتاجونها بعكس كل عام دراسي فكل أسرة تتوجه للمكتبات والقرطاسيات لشراء احتياجاتها.
وأشار بن محفوظ إلى أن قطاع المكتبات والقرطاسيات يشهد حاليا خسارة كبيرة في كافة النواحي والأصعدة، متمنيا في الوقت ذاته أن تنتهي الجائحة على خير وتعود الأمور إلى طبيعتها ويعود العمل كما كان سابقا.


تخفيضات كبرى
قال عضو مجلس إدارة غرفة جدة سابقا فهد السلمي مع بداية العام الدراسي شهدت العديد من المستلزمات المدرسية وأجهزة الحاسب الآلي واللوجستية عروضا كبيرة وتخفيضات تسابقت عليها الشركات والمؤسسات من كل النواحي وذلك مساهمة من تلك الشركات والمؤسسات في التنافس على تقديم افضل الخدمات لأبنائها وبناتها الطلاب وتأتي ذلك من المسؤولية الاجتماعية تجاه خدمة الوطن والمواطنين.
وأضاف السلمي ان المسؤولية الاجتماعية للشركات تعتبر من الدور الكبير في القطاعات المهمة التي تساهم في خدمة المجتمع ولاسيما في ظل الظروف الحالية نحن نشاهد اليوم هذا التكاتف من قبل الجميع.
وأشار في ظل الظروف الاستثنائية التي تحيط بالعالم لمواجهة فيروس كورونا 19، تظهر الحاجة الماسة إلى تكاتف جميع شرائح المجتمع من أفراد ومؤسسات من أجل حماية المجتمع، وتحقيق الاستقرار له، والمحافظة على المكتسبات التي وصل إليها المجتمع في أوقات الرخاء. وكما قلنا في دور الفرد ومسؤوليته تجاه نفسه والمجتمع؛ كونها تشكل اللبنة الأساسية في تعاضد وتكامل المجتمع واستقراره. فإن دور المؤسسات والشركات من منطلق مسؤولياتها الاجتماعية الكبرى دور رئيس ومكمل للدور الذي تبذله أجهزة الدولة في حماية المجتمع.

تكاتف الجميع
واتفق عضو الجمعية الاقتصادية الدكتور عصام خليفة بأن تكاتف الجميع من قبل الشركات والمؤسسات يأتي في ظل المسؤولية الاجتماعية التي يشعر ويحس بها الجميع في ظل الظروف الحالية لجائحة كوفيد 19، وما هذه المسؤولية إلا جزء بسيط ومساهمة فعالة تخدم أبناءنا وبناتنا الطلاب في مسيرتهم التعليمية ويجب على الجميع أن يقدر هذه المسؤولية الاجتماعية التي يعمل بها القطاع الخاص مساهمة منه في تشجيع مسيرة التعليم.
وشدد على أهمية المسؤولية الاجتماعية من هذه الشركات والمؤسسات في خدمة المجتمع حيث أن الجميع يساهم ويعمل كل في طريقته وبإذن الله تعالى لا يوجد خاسر في هذا الموضوع حيث أن هذه الخصومات والعروض تساهم بشكل كبير في احياء التعليم عن بُعد.

وبين أن المسؤولية الاجتماعية للشركات” مصطلح برز بشكل لافت للنظر في السنوات الأخيرة، وإن كان المصطلح قديماً ويطلق عليه الدول الغربية. ويدور حول فلسفة بسيطة هي أنّ الشركات يجب أن تقدّم للمجتمع الذي يتعامل فيه خدمات اجتماعية تساعد على تحسين الحياة المعيشية والاجتماعية، وتساعد على حماية بيئتها بطريقة تحافظ على مواردها. انطلقت خلال السنوات الأخيرة مبادرات تُشجِّع على استثمار الشركات لأرباحها بطريقة مسؤولة وتحسين الحياة الاجتماعية والاقتصادية للمجتمع الذي تنتمي إليه، مما يدل على أنّ الوعي بأهمية المسؤولية الاجتماعية الملقاة على عاتق المؤسسات والشركات يتنامى وفي تزايد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *