جدة – ياسر بن يوسف – رانية الوجيه
تحل علينا ايام العيد وهي ايام شكر وفرح وسرور وتبادل للزيارات والتهانئ والتبريكات والتئام شمل الاسر والاهل والاصدقاء وذبح الاضاحي ولقاءات جماعية للأكل والشواء والخروج في نزهات برية الى الاستراحات والمخيمات والبحر والكورنيش للترفيه والمرح والفرح والابتهاج بالعيد ومثلما ذكر المتحدث الرسمي لوزارة الصحة الدكتور محمد العبد العالي خلال هذه الايام ستكون هناك مجموعة من المناسبات. واللقاءات فلا نريد ان يكون هذا التواصل سببا في تعاسة المناسبة غير ان كورونا فرض حالة من الجمود في الشوارع السعودية، وحرمها من الحركة التي كانت دائمة الحضور في طقوس العيد وكسر هذا الفيروس الثقيل بروتوكول الأعياد، وحوّل الزيارات العائلية إلى اجتماعات افتراضية، وفي ظل التباعد الاجتماعي اقتصرت المعايدات على تطبيقات التوصيل ، حيث قررت العديد من الأسر إقامة عيد الفطر في أضيق نطاق، يجمع أفراد الأسرة الواحدة في المنزل الواحد دون مخالفة للإجراءات الوقائية والاحترازية .
تجهيزات مستمرة
إذن السؤال الذي تطرحه هذه القضية هو: ما هو السبيل لكي نعيّد بقيود ونفرح بحذر فنحول دون ان يكون تواصلنا في مختلف المناسبات واللقاءات التي تتخلل العيد سببا في تعاسة هذه المناسبة السعيدة وكيف نجعل من ايام العيد اياما سعيدة حقا في حياتنا؟
في اول اجابة عن هذا السؤال قامت أمانة محافظة جدة باعتماد 7 مواقع لبيع الأنعام وتجهيز ٤ مسالخ.
وأكد وكيل الأمين للبلديات المهندس محمد بن إبراهيم الزهراني تكثيف الجهود الميدانية في نطاق ١٩ بلدية فرعية وأسواق النفع العام ، مشيرا إلى أن فرق الأمانة ستواصل أعمالها للتأكد من الالتزام بالإجراءات الاحترازية وتطبيق البروتوكولات الخاصة بمزاولة هذه الأنشطة حفاظاً على صحة المواطنين والمقيمين من تفشي الفيروس، داعية الجميع للتعاون والالتزام بتلك المواقع، وعدم الشراء من الباعة الجائلين في غير المواقع المعتمدة ضماناً للصحة العامة، مؤكدة أنها ستطبق بالتنسيق مع الجهات الأمنية جميع الأنظمة والتعليمات على ممارسي نشاط بيع الأنعام بطرق عشوائية ودون الالتزام بالأنظمة والتعليمات.
كما قامت الامانة بتهيئة جميع المواقع السياحية والترفيهية على البحر وشواطئ العروس وفي الكورنيش والحدائق العامة استعدادا لاستقبال الزوار والمصطافين من مختلف مناطق المملكة واتخذت الأمانة كافة الاستعدادات اللازمة والتي شملت تكثيف أعمال النظافة في الحدائق والمسطحات الخضراء ومنطقة الكورنيش ومراقبة جميع المطاعم والبوفيهات داخل المراكز الترفيهية ومتابعة جميع الالعاب في الكورنيش.
التباعد الاجتماعي
ويذهب مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام والتوعية الصحية بمجمع ارادة والصحة النفسية بجدة وأخصائي اجتماعي أول حمدان الغامدي الى ان من أفضل الأساليب لعيد سعيد ، تحفيز المجتمع على التباعد الإجتماعي في هذه الأيام ، موضحا ان التوجيهات والاحترازات تحث الجميع على ضرورة التباعد الإجتماعي ولبس الكمامات وعدم المصافحة في ظل مواصلة تفعيل البروتوكول الطبي لحماية المجتمع وافراده ، مضيفا ومع اقبالنا على العيد ، يهيب بالاسر بعدم الاستهتار بمسألة التجمعات تحت ذريعة افراح وتهاني العيد حيث من الممكن ان تتحول الأفراح إلى اتراح في حالة الإصابة او ان يكون هناك من هو حامل للفايروس وهو لا يشعر ولم تظهر عليه الأعراض فيكون مصدرا لانتشاره بين أفراد أسرته الذين سينتقلون في الأيام التالية من العيد إلى مواقع مختلفة للمعايدة وبذلك تتوسع دائرة العدوى مما يساهم في انتشاره من جديد داخل محيط الأسرة والأقارب ، مؤكدا على ضرورة العيد بحذر والتزام كافة البرامج التوعوية والوقائية والمحافظة على التباعد الإجتماعي في كل أيام وليالي العيد، وعند الشعور بالأعراض المتمثلة في ارتفاع درجات الحرارة والرشح والاسهال وضيق التنفس فيجب الاتصال على ٩٣٧ للحصول على التوجيهات اللازمة وتلقى العلاجات المناسبة التي تساهم في الحفاظ على صحة المصابين.
الصحة: لا تهاون
ومن ناحية اخرى اشار استشاري طب الأسرة والمجتمع والمدير الطبي بمستشفى المستقبل الدكتور طلال إكرام الى اجتماع الاسر والأصدقاء والاهل لتبادل التهاني والتبريكات بالعيد ولكن في ظل هذه الجائحة يجب علينا عدم الانسياق وراء الاشاعات والالتزام بالتعليمات الصادرة عن الجهات ذات العلاقة خاصة في ما يتعلق بعملية التباعد الاجتماعي والمحافظة علي انفسنا واسرنا واطفالنا من التجمعات والخروج الي الأماكن المزدحمة او الذهاب الى الزيارات الاسرية والجلوس قدر الاستطاعة في المنزل لكي نحمي انفسنا من أي مخاطر، لافتا الى أنه كان للجهود الكبيرة التي بذلتها الدولة خلال الأشهر الماضية من إجراءات احترازية الأثر الكبير في الحد من انتشار الفيروس.
مطار جدة
وفي هذا السياق اوضح مدير عام العلاقات العامة والإعلام بمطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة تركي بن معلوي الذيب ان ادارة المطار كثفت جهودها بالاستعداد الكامل لموسم إجازة عيد الأضحى المبارك الذي من المتوقع ان يشهد كثافة وازدياد في الحركة التشغيلية في المطار نتيجة ارتفاع أعداد المسافرين القادمين والمغادرين مشيراً إلى استعداد كافة الإدارات والجهات الحكومية والخاصة العاملة في المطار في تسهيل إجراءات المسافرين ، مؤكدا حرص إدارة المطار على تطبيق الاجراءات الاحترازية الصحية في المطار من خلال تطبيق التباعد بين المسافرين واتخاذ كافة التدابير الصحية والوقائية، حيث تستمر إدارة المطار وبشكل يومي في عمليات التعقيم والتطهير لجميع الصالات والمرافق، كما تقوم فرق ميدانية بجولات على مدار الساعة لمراقبة مستوى التعقيم بهدف تطبيق أعلى درجات الوقاية وفقاً لمعايير السلامة والصحة العالمية.
ترك مسافة
والى ذلك قالت الصيدلانية ايمان عبد الفتاح انه يجب علينا اتباع التعليمات الصادرة من الجهات المعنية والمحافظة على أنفسنا واطفالنا اثناء البقاء بالمنزل وعدم الانسياق وراء التجمعات والاستراحات والاحتفالات التي تقام في ظل هذه الظروف الصعبة التي يمر بها الجميع وان نحاول بقدر المستطاع المحافظة على ترك مسافة بين الجميع اثناء الخروج من المنزل والقيام بالزيارات، مشيرة في هذا السياق الى ان استعداداتها للاحتفال بالعيد تعتمد على المكالمات الهاتفية وبرامج الاتصال المرئي وتطبيقات التوصيل، التي يأمل أن تعمل لإيصال الحلوى والعيديات للأقارب والأصدقاء دون الخروج من البيت في ظل منع التجول، واصفاً المحتفل بعيد هذا العام بأنه سيكون أشبه بموظف «كول سنتر»، حيث سيجري عشرات الاتصالات خلال فترة وجيزة لمعايدة الأقارب والأصدقاء.
التنزه بالسيارات
وهو ما اكده وائل باداوود بقوله : سنحتفل بالعيد وسنواجه هذا الفيروس بتطبيق جميع الاحترازات الوقائية والتباعد الاجتماعي حتى عند استقبالنا للاهل اثناء الزيارات العائلية ، ومن جانب آخر هناك أسر وعائلات تنسى وتعتقد أن هذا الفيروس قد انتهى مع عودة الحياة الى طبيعتها، ولكن الواقع أنه ما زال يهدد حياتنا وصحتنا، لذلك لابد من تكثيف التوعية بين أفراد المجتمع بأهمية الحذر فنحن نطبق التباعد الإجتماعي حتى داخل المنزل كأفراد أسره، أما بالنسبة للمتنزهات والخروج من المنزل ، فسوف نكتفي بالتنزه بالسيارات فقط دون اللجوء إلى الذهاب إلى المنتزهات والأماكن الترفيهية نظرا لان أن جدة ستكون مزدحمة جدا باعداد كبيرة من الزوار ومن مختلف المناطق وعليه يكون البقاء في البيت هو الآمن خلال ايام العيد.
وتؤكد ايضا فاطمة إبراهيم التي ترى ان بامكاننا أن نجعل عيدنا مختلفا ومميزا وذكرى خالدة في نفوسنا، وقد اعتدتنا في السابق على الاحتفال بعيد الأضحى مع عائلتنا وأصدقائنا وسط التجمعات العائلية والخروج لقضاء وقت ممتع ولكن في ظل تفشي الفايروس اضطررنا للمكوث في المنزل حفاظا على صحتنا ، وتغيير نمط حياتنا وكسر الروتين بعمل بعض الترتيبات لإضفاء بهجة العيد على الأطفال، والحد من الزيارات العائلية وإقتصارها فقط على الأهل المقربين مع اتباع الإجراءات الاحترازية ولبس الكمامة وتطبيق التباعد الاجتماعي، وسأعتمد تقديم المباشرات في أكواب من الورق والأطباق البلاستيكية وعدم المصافحة والسلام بالأيدي.