يعتبر الماضي أساسا للحاضر والمستقبل وهو القاعدة الصلبة التي يُستند عليها ، لذلك قيل في المثل: (اللي ماله ماضي ماله حاضر ، فأساس الإنسان آدم وأساس الجبل الحجر وأساس الشجر بذرة).
أطلقت بلدية محافظة أملج على مشروعها للواجهة البحرية الذي سوف يبدأ العمل به قريباً ، اسم “الفنديرة” وهي القطعة الصخرية الكبيرة في البحر التي يحيط بها الماء من كل الاتجاهات ، ولها العديد من الفوائد للبحر والبحارة فالسمك يتكاثر حولها وانكسار الأمواج عليها يخلق بيئات بحرية جديدة والبحار يصنع فوقها السمك الناشف “الكشاط” ويعلم أولاده السباحة حولها ويأخذ قيلولة الشتاء فوقها ، بساطة الحياة قديماً أجبرت الإنسان على الاستفادة من جميع ما يحيط به وتوظيفها في خدمته .
خلال الأيام الماضية رفع اسم الفنديرة أسهمه في العالي وأصبح حديث الناس في محافظتي الغالية أملج فكبار السن يسترجعون الذكريات والأجيال الناشئة تسأل عن الاسم ومعناه ، هذه الأجواء خلقت حراكاً رائعاً ربط الماضي بالحاضر وأصبحت المعلومة التي يمتلكها الآباء نافذة يطل من خلالها الأبناء على الماضي خاصة مع البحر الذي التعايش معه مهمة شاقة لا يستطيع أن يتحملها إلا من يتمتع بالصبر والجلد وهي مهنة محفوفة بالمخاطر ، لكنها تظل جزءا من ثقافتنا المحلية وثقافة الشعوب هي انعكاس لأماكن عيشهم لذلك يقال الإنسان ابن بيئته.
أنا أعادل قيمة المسميات بقيمة الكنوز الأثرية فهي الهوية التي يعرف بها وكثير من الشواهد تدلل على قيمة المسميات وأهميتها وهي من يحدد وجهة البوصلة بالاتجاه الصحيح ، فلنحافظ على أرثنا التاريخي بجميع محتوياته لأنه عنواننا بين الشعوب .