من رحم المعاناة تولد المعجزات.. عبارة تحمل عمقا كبيرا لمن لديهم القدرة والوعى التام على إدارة الأزمات. ولكن مع كثرة الأزمات التي تتوالي على إدارة أنمار الحائلي، أصبحت المعاناة أكبر، والمعجزات صعبة. فالبعض من الاتحاديين استبشروا خيراً مع التعديلات الإدارية، التي حدثت مؤخراً في الفريق الأول لكرة القدم، وتوقعوا أن تكون هي البداية الحقيقية؛ للخروج من عنق الزجاجة لأزماتهم وتعديلا حقيقيا لوضع الاتحاد ونجاته من صراع الهبوط مع عودة المنافسة،
ولكن تفاجأوا بالجديد والمثير عبر أزمة ” ما كانت على البال ” .. أزمة أدخلت نوعاً من الإحباط، وخصوصاً أنها مع نجم، انتظر عودته الاتحاديون كثيراً. أزمة جعلت جميع الاتحاديين يتحدثون؛ حتى من التزم الصمت كثيرا خلال الفترة الماضية. فمغادرة ” فهد المولد ” لمعسكر الفريق كانت صدمة كبيرة لجميع المهتمين بالشأن الاتحادي، لا سيما بعد حالة الحماس التي كان عليها اللاعب بعد انتهاء إيقافه وعودته للتدريبات.
بيان من الإدارة يقابله رد قوي من اللاعب عبر تغريدات في ” تويتر “، وأصبحت الأمور بينهما ” على عينك يا تاجر ” وتدخل سريع لحل الأزمة من بعض الأسماء المؤثرة للتدارك والعودة للتدريبات؛ ليكون التباين في ردة الفعل حاضراً والتساؤل عن السبب واقعياً، ومن يملك الحق سائداً بين جماهير الاتحاد.. ” هل اللاعب أم الإدارة “؟ لتصاحبه أيضاً حالة من اللا وعي تسيطر على عقولهم لمعرفة إلى أين يسير الاتحاد، ولسان حالهم يقول: “ماهي ناقصة يا اتحاد “.
لا أحد ينكر أبدا القيمة الفنية للمولد، وتأثيره القوي على الخارطة الفنية للفريق، حتى لو كابر بعض الاتحاديين في ذلك، فهو لاعب مؤثر وخصوصا في هذه الفترة من عمر الاتحاد وظروفه الحالية .. فكان من الحنكة تدارك الوضع قبل انفجاره، والمحاولة مرة أخرى للإقناع، فمن تدخل بعد الأزمة، كان من المهم تدخله قبلها؛ حتى لا تؤثر على عملية الإعداد.
قد تتدخل وزارة الرياضة كالمعتاد في حل هذه المعضلة، كما يتم تداوله ” إعلاميا “، ولكن قد تظل في الأمور أمور بين اللاعب وإدارة ناديه، وهذا ” لا يحبذ “؛ لأنه قد يتضح تأثيره مستقبلاً إذا ما علمنا أنه يتبقى في عقد اللاعب موسمان، فالاتحاد الجريح يحتاج للرجل القادر على لملمة أوراقه المبعثرة، ووضعها في الطريق الصحيح والقدرة على إدارة وتجاوز الأزمات، التي تنهال عليه ، وقد تكون إدارة الحائلي قادرة على ذلك؛ متى ما وجدت الدعم والنصح والتوجيه من المحبين والمخلصين، وابتعدت عن المحبطين وناشري الطاقة السلبية التي ستكون سببا في تدهور الأوضاع وذهابها إلى نقطة اللاعودة.
وفي اعتقادي أن الاتحاد لن يهبط، ليس لأنه الأقوى، ولكن لأن منافسيه أضعف. مع احترامي للجميع.
بقعة ضوء
بدلاً من القناعة بنظرية المؤامرة التي تسيطر على فكر البعض وقت الأزمات. اقتنع بقدراتك على إيجاد الحلول ” إن وجدت القدرات ” .
@atif_alahmadi