جدة -البلاد
يكثر الحديث هذه الأيام عن اهمية الامن الغذائي في ظل تفشي فيروس كورونا، في حين تؤكد كل المؤشرات ان المملكة تمتلك أكبر مخزون غذائي في المنطقة.
ومن جانبه يؤكد وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس عبد الرحمن بن عبد المحسن الفضلي ، أنّ المملكة من واقع مسؤوليتها وعضويتها الفاعلة في مجموعة العشرين، تولي التنمية الزراعية والموضوعات ذات الصلة مثل (الأمن الغذائي، والأمن المائي، وضمان التوازنات البيئية) أهميةً بالغة في سياساتها واستراتيجياتها الوطنية، كما تعمل بالتعاون مع المنظمات والمؤسسات الإقليمية والدولية بهذا الشأن، وفق رؤية المملكة 2030م، إضافة إلى اعتماد العديد من الاستراتيجيّات والبرامج لتعزيز التنمية الزراعية المستدامة وزيادة الرقعة الزراعية، للإسهام في الأمن الغذائي الوطني والإقليمي والعالمي وفي قطاع المياه أكملت الوزارة مشاريع بقيمة ( 12 ) مليار ريال كما تم تنفيذ (43) سداً في مختلف مناطق المملكة وفي قطاع الزراعة أكملت الوزارة تأهيل أكثر من (1600) هكتار من المدرجات الزراعية في مناطق جنوب غرب المملكة. وبهذه المناسبة تنشر (البلاد) دراسة استراتيجية خلصت الى ان المملكة ستنافس على لقب:” سلة غذاء العالم”.
في مقاربة معلوماتية توقع اسامة مكي وهو اعلامي متخصص في الدراسات الاستراتيجية أن تتحقق هذه المنافسة بمقارنة رقمية معلوماتية بين امكانيات المملكة الهائلة من الاراضي الصالحة للزراعة والاودية وكميات الامطار التي تهطل على المملكة سنويا:
يقول الباحث اذا كان النيل هو اطول نهر في العالم بطول 6650 كيلومترا، فان اطوال اودية المملكة تبلغ13 الف كيلومتر.
واذا كان نصيب مصر والسودان من مياه النيل 74 مليار متر مكعب من المياه سنويا ، فان مياه الامطار التي تهطل على المملكة تبلغ 125 مليار متر مكعب سنويا. واذا كانت الصين التي تسيطر الآن على سوق الغذاء العالمي تزرع 200 مليون فدان، فان لدى المملكة 250 مليون فدان.
ويتوقع الاستراتيجي انه في حال انشات وزارة البيئة الخزانات داخل بطون الاودية ، ان تنافس المملكة على اللقب والسبب هو ان بعض مراكز البحوث الزراعية تؤكد ان اية مساحة من الارض يتم زراعتها بصورة مستمرة سيقل انتاجها ، وان معظم الاراضي التي تم زراعتها تجاريا لــ 80 او 85 او 95 سنة سيكون انتاجها بعد 15 سنة او 10 او 5 سنوات ضعيفا وغير مجد تسويقيا، وفيما اذا ما بدأت المملكة دورتها الزراعية ، فسوف تنتج انتاجا كثيفا لمدة 100 سنة قادمة ، ذلك ان خبراء المناخ يقولون ان اي مساحة من الارض يتم زراعتها في السنة الثانية ، ستهطل فيها نفس كمية الامطار وتزيد بعد السنة الثانية بنسبة 10% وبالتالي في غضون 10 سنوات ستتضاعف كمية الامطار في المملكة الى 250 مليار متر مكعب.
ولهذا يتوقع الباحث الاستراتيجي ان تقفز المملكة من المركز الثالث حاليا في انتاج التمور عالميا بزراعة 82 مليون و500 الف نخلة لتحتل المركز الاول في غضون 3 الى 4 سنوات بزراعة 100 مليون نخلة.
وان تحتل المملكة المرتبة الاولى عالميا في انتاج الحبوب والخضروات والفواكةه في غضون خمس سنوات.
ويستند الباحث في توقعاته تلك ، على مساحة الاراضي الشاسعة الصالحة للزراعة في المملكة وتساقط كميات كبيرة من المياه ، مشيرا الى انه يوجد بالمملكة 250 مليون فدان من الاراضي و125 مليار متر مكعب من مياه الامطار و118 وادي مجموع اطولها 13 الف كم ومناخ متعدد ، يؤهل المملكة في حال انشأت وزارة البيئة والمياه والزراعة 30 الف خزان كبير داخل بطون هذه الأودية ، فمجرد هطول الامطار تتخزن المياه في هذه الخزانات تلقائيا قبل ان تتعرض لأشعة الشمس فتتبخر وتسيل وتنسكب في البحر الاحمر والخليج العربي، على ان تشيد هذه الخزانات بطريقة هندسية تسمح بدخول الماء والطمي وتكون مغطاة وبهذه الطريقة ، تستطيع المملكة في موسم واحد ان تخزن 100 مليار متر مكعب من المياه من اصل 125 مليارا وبقية ال25 مليارا تهطل على الرمال والمدن. يؤكد الباحث أن هذه الكميات الوفيرة من المياه كافية لزراعة الاراضي الواقعة بين هذه الاودية ، موضحا ان الذي ينظر الى خارطة المملكة، يجد ان هذه الاودية متوزعة كالشرايين في جسم الانسان وموجودة في كل الامارات على النحو التالي : الرياض 27 واد ،مكة 18 ، جازان 17، المدينة 13، الجوف 11 ،القصيم 5 ،عسير9 ،تبوك 7 ،الشرقية 2 ، الباحة 4 ،الحدود الشمالية 4 ، الشرقية 2 ونجران 1 ، فضلا عن مجاري السيول الاثرية واطوال هذه الاودية التي يمكن تصنيفها كانهار كوادي السهباء بطول 330 كيلومتر ، وادي الدواسر 350 ، الركا 280 ،وداي السرة 280 ،الرشا 230 ،الحمل207 ،الفرشة 120وادي تربة 275 الغر 200الجرير 250 رنيا 275 ووادي فاطمة 275 كيلومترا.
ويؤكد الباحث ان هناك 250 مليون فدان بالمملكة صالحة لزراعة كثير من الحبوب وفي مقدمتها القمح ، ما يؤهل المملكة لمنافسة الدولتين الرئيسيتين المحتلتين لإنتاج القمح في العالم وهما الصين ب(125 مليون طن متري والهند 94 مليون طن). وان الاراضي الصالحة لزراعة العدس تؤهل المملكة لمنافسة الدول الثلاث الاُول في انتاج العدس عالميا وهي كندا 3مليون طن الهند مليون طن وتركيا 365 الف طن . وان المساحات المزروعة بالشعير تؤهل المملكة لمنافسة الدول الثلاث التي تتصدر انتاجه عالميا وهي:( روسيا 18 مليون طن المانيا 11 مليون وفرنسا 10 مليون طن )
كما ان الاراضي الصالحة لزراعة الفاصوليا تؤهل المملكة لمنافسة الدول الثلاث عالميا في انتاج الفاصوليا وهي: (البرازيل ومانيمار بواقع 3 ملايين طن )
فيما تؤهل الاراضي الصالحة لزراعة الخضروات المملكة لتناقس 5 دول هي :(الصين 600 مليون طن الهند 125 مليون ،امريكا 34 مليون ،تركيا 30 مليون وايران 25 مليون).
في حين تؤهل الاراضي الصالحة لزراعة الفواكة المملكة لمنافسة الدول الثلاث عالميا في تصدير الفواكه وهي: (اسبانيا 7 مليون طن ،الاكوادور 6 مليون وكوستاريكا 4 مليون طن).
وتؤهل الاراضي الرملية الصالحة لزراعة الطماطم المملكة لمنافسة الدول الاربع التي تتصدر انتاج الطماطم على مستوى العالم وهي :( الصين 56 مليون طن ،الهند 18 مليون، امريكا 13 مليون وتركيا 12 مليون طن)
وتؤهل الاراضي الصالحة لزراعة البطاطس المملكة لمنافسة 4 دول هي:( الصين ،الهند، روسيا واوكرانيا).
ويعود الباحث ليؤكد مرة اخرى انه عندما تزرع كل هذه المساحات الشاسعة من الاراضي، فان ذلك يتيح للمملكة ان تنافس الدول الخمس عالميا في تربية الأغنام، وهي:(استراليا، نيوزيلندا،الصين ،الهند وتركيا) وستتم هذه المنافسة في السنة الثانية من الانتاج وبعد 5 سنوات من الانتاج ستحتل المملكة المرتبة الاولى عالميا في تربية الاغنام.