في زحمة التكنولوجيا الرقمية التي لاتتوقف عند حد، ومع مختلف تطبيقاتها التي تسبح في فضاء واسع داخل الشبكة العنكبوتية، والتي يسهل الوصول اليها بواسطة الأجهزة الذكيه مثل الجوالات التي هي في متناول الجميع، أصبح للخبر (اي كان) تأثير ووقع في المجتمع. لكن، يأتي السؤال، هل كل مايتم طرحه في هذا الفضاء الواسع هي حقائق ام ضرب من ضروب الخيال لهذا الإنسان الذي اثبت انه عاجز امام سطوة هذا الكائن غير المرئي والذي يدعى كورونا؟
حقيقة كورونا وبكل الكلمات البسيطة والبعيدة عن الاحجيات والالغاز والمعادلات، هو عبارة عن كائن دقيق لايمكن رؤيته بالعين المجردة اطلق عليه اسم فيروس، ويكون تأثيره المرضي على الجهاز التنفسي. في مرحلة، كان الفيروس وباءً محليا ولاسباب معينة (ناقشتها جميع وسائل الإعلام الكوني) أصبح الوباء جائحة عالمية اصابت ارجاء المعمورة. هذه الحقيقة التي لا يختلف عليها اثنان من البشر وعلى مختلف ثقافاتهم. لكن، ومع هذه الحقيقة، يأتي الخيال البشري في فهم وتفسير ماحدث! كيف؟
نظرية المؤامرة واتهامات متبادلة بين العديد من الاطراف، أحيانا لها ارتباطات متعددة، سواء كانت مرتبطة بتوجه ثقافي معين او تكون مرتبطة بمصطلح تفكيري مرتبط بسياسة او اقتصاد، الى مالا نهاية، وتجد ان لكل اتهاما او توجها له من يؤيد ومن يخالف، و تتوالى القصص من هنا تارة و تارة من هناك.
مثلا، وانت جالس في عزلتك المنزلية، تجد ان خيالك يذهب إلى أبعد مايمكن في تفسير ماحدث ويكون ذلك تحت تأثير مستواك الثقافي الذي تأثر بأمور عديدة. مثلا، و نتيجة لمتابعة العديد من أفلام الاكشن و التشويق مثل افلام جيمس بوند و المهمة المستحيلة، أو افلام لها ابعاد خيالية عميقة مثل افلام شيفرة دفنشي و الملائكة والشياطين و فيلم الجحيم. تجد نفسك في خيال واسع مرتبط بحدوث مؤامرة خبيثة مرتبطة بالعديد من الأطراف المتصارعة في اقليمنا الدولي المعاصر. وأحيانا أخرى، تذهب مخيلتك الى ابعد من ذلك فتجد نفسك امام عدو خفي مذكور في العديد من الأساطير التاريخية والتي سطرتها العقول البشرية!
باختصار، أدرك تماما، انه في المستقبل القريب، سوف يدرك الجميع حقيقة هذه الجائحة والتي سترحل (بإذن الله عن قريب) تاركة خلفها كما كبيرا من القصص التي ستتبناها الأفلام الوثائقية والسينمائية. نعم، سوف ندرك انها كانت مجرد جائحة، فشلت كل الاساليب الاحترازية في ايقافها، ووقف الإنسان عاجزا لايستطيع الانتصار عليه الا بعزل نفسه، قال تعالي: (وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ).
استشاري العدوى والمناعة
مستشفى مدينة الحجاج بالمدينة المنوره
drimat2006@hotmail.com