البلاد – رضا سلامة
ضاق الخناق على “حزب الله”، الذارع الإيراني من لبنان، من كل الجهات، إذ لاحقته لعنات الداخل بمسيرات هادرة في مختلف المناطق منددة بسياسته المنقادة إلى طهران، وفساده الاقتصادي، بينما تصنفه دول العالم كيانا إرهابيا، مثلما أعلنت ألمانيا أمس (الخميس)، بحظر الحزب الإرهابي واعتقال أشخاص يشتبه بكونهم أعضاء في الميليشيات اللبنانية.
وهزت التظاهرات أمس شوارع بيروت وعموم لبنان احتجاجا على تردي الأحوال المعيشية وانهيار الليرة، وانطلقت مسيرة سيارات من منطقة انطلياس (في قضاء المتن) جابت القرى والبلدات في المنطقة، تنديدا بفشل حكومة “حزب الله”، في معالجة الأزمة الاقتصادية وتلجيم الفساد المتفشي، بينما حرق المحتجون فرع بنك بيبلوس الشويفات بقنابل المولوتوف، وقطع آخرون مسلكي اوتوستراد طرابلس – بيروت الدولي عند جسر البالما بالعوائق والحجارة، كما قُطع السير بمحلة الصويري باتجاه المصنع، فيما حاولت القوى الأمنية فتح الطرق وسط كر وفر بينها والمتظاهرين في مبنى الضريبة على القيمة المضافة بمنطقة العدلية، وأمام مقر وزارة الداخلية.
وفي محاولة لتهدئة الشارع المنتفض، انتهج مجلس الوزراء أمس برئاسة عون سياسية “التخدير” بإعلان خطة اقتصادية زعم أنها لإنقاذ البلاد ومكافحة الفساد واستعادة الأموال المنهوبة، في حين أن الجميع يعلم أن الإعلان عن خطة في هذا التوقيت ما هو إلا “حقنة مخدرة” للشارع ليسكن مؤقتا وبالتالي تمرر الحكومة أجندتها.
وفيما أعلنت الجهات الرسمية، إصابة 42 شخصا بينهم 19 عسكريا في المواجهات بين الجيش ومحتجين في طرابلس أمس، قال متظاهرون لوسائل إعلام محلية إن عناصر “حزب الله” يندسون بين المحتجين لدفعهم لإحراق مصارف ومؤسسات عامة ويتولون الصدام مع الجيش والأمن ليعكسون عدم سلمية التظاهرات، منوهين إلى أن الحركة الاحتجاجية التي اندلعت منذ 17 أكتوبر الماضي تميزت بالسلمية والبعد عن العنف والتخريب.
إلى ذلك، وجهت ألمانيا صفعة قوية لميليشيات “حزب الله” التابعة للملالي، بإعلانها رسميا أمس، حظر “حزب الله” على أراضيها وصنفته منظمة إرهابية، كما نفذت الشرطة الألمانية مداهمات في الصباح الباكر لاعتقال أشخاص يشتبه بكونهم أعضاء في الميليشيات اللبنانية، وفقا للمتحدث باسم وزارة الداخلية.
ورحبت الولايات المتحدة الأمريكية، بقرار ألمانيا حظر “حزب الله”، داعية الاتحاد الأوروبي لخطوة مماثلة.
وقال السفير الأمريكي في ألمانيا، ريتشارد غرينيل، إن “حظر ألمانيا لحزب الله يعكس إصرار الغرب على مواجهة التهديد العالمي الذي يشكله. لا يمكن السماح لحزب الله باستخدام أوروبا كملاذ آمن لدعم الإرهاب في سوريا وعبر الشرق الأوسط”.
وشدد غرينيل على أن “جهود ألمانيا لمواجهة هذا التهديد، وخاصة حظرها القانوني على أي أنشطة لحزب الله على أراضيها، هي بالضبط ما هو مطلوب في جميع أنحاء أوروبا”، لافتاً: “ندعو جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ إجراءات مماثلة”.
يذكر أن مسؤولين أمنيين ألمان يعتقدون أن 1050 شخصا في ألمانيا أعضاء في “حزب الله”، وكانت ألمانيا في السابق تفرق بين الذراع السياسية للميليشيات وبين وحداتها العسكرية التي تقاتل إلى جانب جيش النظام السوري، غير أنها حظرتها بالكامل الآن، مثلما حدث في 57 دولة على رأسها الولايات المتحدة، أدرجت “حزب الله” بشكل رسمي على قوائم الإرهاب وتحظر نشاطه بشكل كامل،