بعد تفشي فيروس كورونا المستجد في العديد من البلدان، بات إرتداء الكمامات أمر مهم لمنع العدوى الفيروسية وانتشارها.
وكان هناك تاريخ هائل لانتشار الأمراض والأوبئة التي خلفت ملايين الوفيات والتي عجز أمامها الأطباء وقتها، ومن أشهر هذه الأمراض الطاعون الذي انتشر في القرن الـ 17.
لم تكن أقنعة الأطباء في القرن 17 بالشكل الذي نعرفه الآن، كان الأمر أكثر رعبا، إذ أنهم استخدموا قناعا يشبه مناقير الطيور وهو ما يظهر واضحا في رسومات ونقوش لمظهر الأطباء عام 1656.
وكان يوفر القناع الغريب الحد الأدنى من الحماية للأطباء ضد مرض الطاعون حيث كانوا يشرفون على المرضى ويكتبون الوصايا الأخيرة لهم ويقومون أيضا بعمليات التشريح للجثث بعد وفاتهم.
وعرف قناع الطاعون باسم القناع المرعب طوره الطبيب تشارلز لورمي طبيب الملوك والذي أشرف بنفسه على علاج الملك لويس الثالث عشر وكان هدفه إبعاد المرض عنهم.
كما كان زي الأطباء تفوح منه رائحة الشمع، وكان يتكون من بنطال متصل بالحذاء بجانب قميص مشدود وقبعة وقفازات مصنوعة من جلد الماعز كما كان يدهن الزي بطبقة إضافية من الشحم للاعتقاد أنها تصد الطاعون.
وكان المنقار المميز لهذا الزي يبلغ طوله 15 سم وكان به فتحات تسمح لهم بالتنفس توجد بالتوازي مع فتحات الأنف وكان يوضع بها العطور مثل العنبر أو النعناع أو بتلات الورد لتجنب التقاط المرض، أما مقدمة المنقار فكان يوضع بها قش وأعشاب لمنع انتقال المرض عن طريق الهواء حيث اعتقد الأطباء وقتها أن المرض ينتقل عن طريق الهواء.
وكان السبب في اختيار هذا القناع المرعب، هو اعتقاد الأطباء في البداية أن مرض الطاعون انتشر إلى البشر عن طريق الطيور ، لذا تم تصميم الزي الوقائي للأطباء بهذا الشكل على اعتبار أن له تأثير نفسي كبير.