أظهرت الأزمة الراهنة التي يمر بها العالم بأسره ألا وهي مجابهة فايروس كورونا الجديد مدى تكاتف مواطني الدول والأمم مع بعضهم البعض لمساعدة المحتاجين وسط هذه الظروف الصعبة ، من أجل تخطي هذا التحدي الكبير.
ولله الحمد بالمملكة العديد من الأمثال والنماذج المشرفة في مساعدة ومساندة المحتاجين فهم يسارعون ويسابقون للخيرات بما أتاهم الله من فضله، وهو ما شرح صدري وأثلجه عندما قرأت على منصات التواصل الاجتماعي ، أن مجموعة من أشخاص خيرة تبرعوا بعقارات وأموال معلنين استعدادهم ووضعها تحت تصرف جهة رسمية دون أن يُطلب منهم بل كان الدافع نحو فعل الخيرات هو السبب.
فقد طبقوا وصية الرسول صلى الله عليه وسلم مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل البنيان يشد بعضه بعض، وهو ليس بغريب على مواطني المملكة فهم في كل أزمة أو طارئ تجد المعادن النفيسة تخرج من أعماق أنفسهم.
ومن ضمن المبادرات التي أعنيها تلك المبادرة التي أطلقتها البنوك الوطنية لتخفيف العبء عن كاهل العاملين في القطاع الصحي ، من خلال تأجيل سداد أقساط 3 شهور مراعاة للظروف الراهنة، فمثل هذه المبادرات منشودة ومشكورة لكن المأمول أكبر من ذلك بكثير ، كما يأمل ألا تكون مقتصرة فقط على قطاع بعينه وإنما يشمل كافة القطاعات المستثناة للاستمرار في العمل، كما حددتها الدولة.
لكن وسط هذا الكم من المواقف النبيلة ، كنت أتمنى لو أن هناك مبادرة في هذا الصدد يكون منبعها رجال الاعمال المعروفين إذ يتم الإعلان عنها لزيادة أوجه التبرع والدعم والتشجيع ، غير أن هنالك رجال أعمال لا يظهرون في الملمات كما ينبغي .
فكثيراً ما نجدهم في خضم انتخابات الغرف التجارية يتوددون إلى الناخبين ويستمعون اليهم ولمطالبهم بأذن صاغية وقلوب واعين واعية ، ويطلقون المبادرات هنا وهناك وعقب إصدار النتيجة ينتظر الناخبون لا شيء من هذه الوعود يتحقق على أرض الواقع.. فأين هم الآن؟.