جدة – البلاد
لا فرق بين جندي متأهب على تخوم الوطن في جبهة القتال، وممارس صحي في المشافي والمراكز الطبية، فالاثنان يواجهان عدواً متربصاً بحياة الإنسان، والاثنان يضحيان بحياتهما لدفع الضرر وهزيمة العدو، بيد أن مهمة الممارس الصحي أكثر خطورة، وأكبر صعوبة فالخصم هنا متخفٍ غير مرئي، تمترس بجسد متوثب للانتقال لآخر بسرعة البرق.
كلا الاثنين الجندي والممارس الطبي محل التقدير والإعجاب والفخر بمخرجات الأداء في اليسر العسر، إلا أن الملمات والأزمات تكشف حقيقة حرص الاثنين على حماية الوطن مثلما تكشف حجم القدرات والتجهيزات وهو الأمر الظاهر بجلاء في أزمة كورونا العالمية بعد أن ثبت للقاصي والداني عظمة المملكة بقيادتها الحكيمة الواعية الحريصة على حياة الإنسان وعظمة وكفاءة أبنائها المنتمين للقطاع الصحي في ما يتعلق بالعمل الجاد لمحاصرة الوباء
وفقا لخطط علمية ذات أثر واضح المعالم يؤدي متى ما التزم المجتمع بالتعليمات لهزيمة الفايروس القادم من خارج الحدود، وقد لاحت في الأفق معالم الهزيمة فالمنظومة الصحية السعودية تتمتع بالثقة العالمية في أعقاب تطور الأداء وتوفر الإمكانات حتى أضحت المملكة قبلة طالبي العلاج القادمين من كل فج وصوب، قبل وأثناء وبعد كورونا، لتمتعها بسمعة طيبة ناجمة عن اهتمام ملحوظ بجوانب الصحة حتى أضحى المواطن أكثر حرصا على العودة إلى الوطن، بمجرد الشعور بعارض صحي حتى وإن كان في دولة متقدمة لسببين، الأول يتعلق بالثقة المهنية، والثاني يخص مسألة الإدراك التام بالاهتمام الناجم عن رعاية المملكة الحقيقة لحقوق الإنسان بعيدا عن التزييف.