سألوني ..كيف ترى العالم من حولك. ؟! .
قلت لهم .. العالم يضج ويعاني من سرعة الايقاع .. وتقلب المزاج بين السلم والحرب .. والغنى والفقر ..وبين الظلام والنور .. لقد اصبح العالم حالة مزاجية .. تحكمها التكنولوجيا المتطورة .. وسرعة الاتصالات .. والطاقة البديلة .. والاكتشافات المتسارعة ..
والذكاء الاصطناعي سيقود العالم .. وغيرها من التحديات العظيمة .. انه عصر الرقمية .. وعصر الاقتصاد المعرفي .. عصر يتحكم الانسان في شؤون حياته عن بعد ..
وسألوني .. اذن كيف يتعايش قطاع الاعمال في خضم هذه التناقضات .. ؟!
قلت لهم .. القرن ال 21 يتطلب قادة انتاج من الشباب المبدعين .. وكبار السن المتجددين معرفيا .. قادة يدركون القوة الكامنة لدى العاملين والموظفين في صناعة الفرق والنجاحات في منظماتهم ومنشآتهم .. نحن في حاجة الى قادة يؤمنون بالحرية والعدالة والصدق .. واعلاء كلمة مواطنيهم .. نحتاج الى قادة يؤمنون بالتغيير والتحول ولديهم القدرة والمهارة علي ادارة التغيير عن قناعة وجعله متغلغلا في اعماق المنظمة والعاملين فيها .. نريد قادة يؤمنون باستقلالية الفكر والتوجه لدي العاملين .. وان هناك الف طريقة وطريقة كي نصل الي الهدف بعد ان نوفر لهم الادوات والمعدات والتطبيقات والوسائط المطلوبة لاداء الاعمال .. نريد قادة قادرين علي التعايش والمواءمة والنجاة من عمليات الرحيل والانزواء وراء الشمس في نهاية المطاف ..
وسألوني .. ولكن كيف يمكننا ان نصنع القادة؟
قلت لهم بالتعليم ومن خلال المنزل ..؟! . لقد اثبتت الدراسات ان 60% من عبء التأثير وتكوين القادة يقع علي المؤسسات التعليمية ..لذلك يجب علي نظم التعليم ان تستقطب المعلمين والاساتذة الموهوبين والقادرين .. وتعدهم بالمعارف المطلوبة لصناعة القادة ..من خلال بيئة تعليمية محابية وقادرة علي اتاحة الممارسات والنشاطات المطلوبة في الحياة العملية .
وان نفتح افاق البحث من خلال قاعدة معلومات علمية ومعرفية ضخمة تساعد الطلبة علي البحث والتقصي للوصول الي النتائج والقرارات المطلوبة للتعامل مع مخرجات المستقبل. وايضا يجب اعداد المناهج الدراسية التي تحول العملية التعليمية من النظريات الي التطبيق وذلك عن طريق اعداد الطلبة وتدريسهم مهارات التخيل والابداع والابتكار..وان نركز علي محاور ومفهوم التعليم الحديث .. ستيم .. STEM.. وهي الرياضيات والعلوم والتكنولوجيا والهندسة وتطبيقاتها في الحياة العملية.
واخيرا .. اشراك الوالدين في العملية التربوية التعليمية كي يمارس ابناؤهم المهارات القيادية في المنزل والشارع والمجتمع. وذلك عن طريق اسناد بعض المهام المنزلية اليومية من ترتيب ونظافة واتخاذ القرارات التموينية لاحتياتهم اليومية والاسبوعية ..وادارة الميزانية ..الخ .. وباختصار شديد هو اتاحة الفرصة لهم للمناقشة واتخاذ القرارت العائلية ..هذه الامور تحتاج الي دور رئيسي تلعبه المدرسة في ارشاد الوالدين في كيفية بناء شخصيات ابنائهم كي يتبوؤا ادوارهم القيادية مستقبلا.