جدة – عبد الهادي المالكي ياسر بن يوسف مهند قحطان ورانيا الوجيه
مع ازدياد معاناة الناس في مختلف انحاء العالم من تفشي فايروس كورونا، تزايدت المناشدات لرجال الاعمال والمال والاثرياء والتجار للتبرع لدعم أبحاث كورونا وإيجاد لقاح لهذا الوباء الذي اجتاح العالم من أقصاه الى أقصاه.
وفي حين تبرعت حكومة المملكة بـ 10 ملايين دولار دعما لمنظمة الصحة العالمية ، ينتظر ان يتكامل الجهد الرسمي مع الجهد الشعبي وذلك بان يبادر رجال الاعمال والتجار واثرياء المملكة بالتبرع إسهاما في الجهود الرامية لمنع انتشار وتفشي فايروس كورونا وتقديم كل دعم لوجستي ممكن للمرضى والمصابين والمؤسسات العلاجية اسوة باثرياء العالم الذين تبرعوا بجزء من ثرواتهم لكبح جماح انتشار وتفشي الفايروس ومساعدة المصابين ودعم الأبحاث الرامية لإيجاد لقاح لهذا الوباء المميت.
مليادير صيني يتبرع
في سياق ذلك برزت الى سطح الاحداث أسماء اثرياء تبرعوا بجزء من ثرواتهم لايجاد لقاح لكورونا والحيلولة دون انتشاره وحصد أرواح الالاف من البشر وهم بهذ االفعل الخير انما يمثلون نماذج مضيئة وقدوة للاثرياء ورجال المال والاعمال والتجار ليحذوا حذوهم في هذا المجال،
في الصين يقفز الى اعلى قائمة المتبرعين اسم جاك ما مؤسس موقع علي بابا، وأغنى رجل في الصين، بمبلغ 14.4 مليون دولار، من مؤسسته للمساعدة في العثور على لقاح لفيروس كورونا،وقالت المؤسسة إن 5.8 مليون دولار، ستذهب إلى منظمتين حكوميتين بحثيتين في الصين، بينما سيستخدم المبلغ المتبقي لدعم تدابير “الوقاية والعلاج”.
ويأتي تبرع علي بابا بعد أن أعلنت الشركة السبت أنها ستنشئ صندوقاً بقيمة 144 مليون دولار، لشراء مستلزمات طبية لمقاطعة ووهان وهوبي، حيث تفشى الفيروس.
كما تعمل الشركة أيضاً على توفير قدرة ذكاء اصطناعي حاسوبية مجانية لمنظمات البحث العلمي العامة لدعم أبحاثهم لإيجاد لقاح أو علاج للمرض كما تبرع بمبلغ 5 ملايين و800 الف دولار لصالح كرونا وغرد عبر حسابه بموقع تويتر، إن إفريقيا من الدول التي أصيب فيها عدد من مواطنيها بفيروس كورنا، حيث يتم التبرع إلى كل من البلدان الإفريقية الـ 54 ، بـ 20 ألف مجموعة اختبار فيروس كورونا، و 100 ألف قناع واقٍ وألف بدلة طبية للاستخدام.
وقال الملياردير الصيني إن مؤسسته ستتبرع بـ 500 ألف مجموعة اختبار ومليون قناع
وتعهد جاك ما، بالتبرع إلى قارة إفريقيا بالعديد من الأدوات الطبية لمقاومة فيروس كورونا القاتل، من ضمنها 20 ألف مجموعة اختبار للفيروس، وأقنعة وبدل واقية.
ومن جانبه، قال مؤسس موقع على بابا “جاك ما” إنه سيتبرع بـ 500 ألف أداة فحص لفيروس كورونا المستجد ومليون قناع للولايات المتحدة، داعيا للتعاون الدولى لمكافحة الأزمة الصحية الراهنة.
كما أعلن تبرعه بملايين مجموعات أجهزة اختبار فيروسات وأقنعة الوجه للولايات المتحدة وأوروبا وأفريقيا.
وفي أمريكا تبرع بيل غيتس مؤسس مايكروسوفت والذي اعلن عن قراره بالتنحي من منصبه في مجلس إدارة مايكروسوفت وبيركشاير هاثاوي، بهدف “تخصيص المزيد من الوقت لأولوياته في الأعمال الخيرية تبرع من خلال جمعيته الخيرية بمبلغ 100 مليون دولار.
وتبرع لي كاش ينغ اغنى رجل اعمال في هونج كونج بمبلغ 13 مليون دولار دعما لابحاث كورونا وإيجاد لقاح فعال يقضي على الوباء المميت او يقلل من انتشاره.
وتبرع مصمم الأزياء الإيطالي المشهور جورجيو ارماني بأكثر من مليون و400 الف دولار لمحاربة الفيروس المتفشي في بلاده التي تعتبر ثاني اكبر بلد متضرر من كورونا بعد الصين.
مواطنون: تعاون القطاع الخاص واجب وطني
إزاء هذه النماذج المضيئة من بعض اثرياء العالم ، طرحت “البلاد” السؤال عن اسهامات رجال الاعمال والاثرياء والتجار في المملكة في دعم الجهود التي تبذلها الدولة محليا وإقليميا وعالميا للحيلولة دون انتشار الوباء والتقليل من اثاره وويلاته وماهي المبادرات التي قدموها لخدمة الوطن وما اذا كان دورهم يقتصر على استثمار الازمة اقتصاديا لتحقيق مزيد من المكاسب وماذا فعلت الدولة لحماية المستهلك ازاء من يستغل الازمة ويرفع الاسعار؟
رجال اعمال ومستثمرون
في هذا السياق تبرع بعض رجال الاعمال في بعض المناطق بعمارات سكنية دي لوكس تتوفر فيها جميع الخدمات ووضعها تحت تصرف وزارة الصحة ، فيما ابدى آخرون استعدادهم للتبرع بالمثل حيث ابدى نايف الجعويني استعداده لتوفير عمارتين كاملتين بمدينة الرياض لاستخدامهما تحت تصرف الوزارة بشكل مجاني لمواجهة هذه الأزمة ، فيما عبر فهد بن ضاري الدغمي عن حبه لمنطقته “الجوف معربا عن استعداده لتقديم عمارة بشكل مجاني تحت تصرف وزارة الصحة في حال احتاجتها للحجر الصحي.
يرى المستشار الاقتصادي والاجتماعي الدكتور حبيب الله التركستاني ان على القطاع الخاص ان يلعب دوره في القيام بالمسؤولية المجتمعية للشركات الخاصة ويسألون ماذا يمكن ان يقدموا من خلال برنامج المسؤولية المجتمعية وكيف ان يقدموا اسهاماتهم في خدمة المجتمع لان ما تواجهه المملكة مع بقية العالم في مواجهة هذا الوباء انما هو حقيقة اختبار للجميع لذلك لابد ان ينهض رجال الاعمال بعدم رفع الاسعار واستغلال هذا الوقت في رفع سعر السلع والخدمات ايضا لابد من التفكير في انشاء بعض الصناعات الخفيفة التي تسد الاحتياجات الخاصة بأن تتحول بعض خطوط الانتاج من انتاج سلعة معينة غير مستهلكة الى سلع استهلاكية مثل الكمامات والمطهرات.
ومن جانبه اكد عبدالله العجمي (مستثمر كويتي) انه من منطلق احساسنا بالمسؤلية اتجاه مجتمعنا وهذا الوطن الغالي وحرصاً مني على سلامة المواطنين والتزاما بأوامر الجهات المختصةفلقد توقفنا عن استقبال الطلبات الداخلية ووفرنا خدمة التسليم والطلب بالسيارة وقدمنا الطلبات مجاناً لمنسوبي وزارة الصحة ووزراه الداخلية.
وأضاف العجمي انه دور كل رجل اعمال هو ان يقدم خدمات صادقة وشريفة للمجتمع الذي ينتفع منه والتحلي بالمصداقية والحرص على تعقيم موظفيهم فنحن ننتفع من المواطن طول هذه السنين واليوم هو يوم سداد الدين ، مشيرا الى ان استغلال المواطن من بعض التجار لن يعود عليهم الا بالمقاطعة.
من جهته قال الاخصائي الاجتماعي ربيع العمودي اذا استشعر التاجر او الشركات الخاصة المسؤولية الاجتماعية اتوقع ان الامر سيعود عليهم بالنفع وان دعم التاجر دعم لاستقراره والاقتصاد.
مواطنون
من جهتهم تفاعل عدد من المواطنين مع النداءات التي حملت وسم ” خليك في بيتك “، مؤكدين في سياق تعليقاتهم ، ان هذا النداء يحمل في طياته مضامين إنسانية تتعلق بسلامة صحة الإنسان ، مثمنين الجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة لمواجهة فيروس كورونا.اضافة الى الدور الكبير الذي يلعبه القطاع الخاص وتعاونه في العديد من المبادرات التوعوية ونشر ثقافة المجتمع.
بداية يؤكد محمد الغامدي ان اسهام القطاع الخاص واجب وطني هدفه مشاركة الدولة في مواجهة الفيروس، أما عادل سليمان فيرى ان مواجهة المرض مسؤولية جماعية ولا تعفي المواطن والمقيم من المشاركة وابسط هذه المشاركات الاستجابة لنداء الصحة باتخاذ التدابير الاحترازية. كما ان للقطاع الخاص دورا فعالا وحيويا في هذه المبادرات التوعوية.
واعتبر سالم الأحمدي ان نداء “خليك بالبيت” واجب وطني يعزز الجهود المبذولة لمواجهة كورونا وان ا لتعاون القائم بين الطرفين يساعد علي تحسين بيئة العمل وتجاوز الازمات بشكل كبير.
ومن جانبه لا يرى احمد عبدالله اهمية للخروج من البيت مؤكدا على ضرورة الالتزام بالنصائح الصحية لمواجهة فيروس كورونا.
فيما يرى أحمد سالم، ان تفاعل المجتمعات بإطلاق وسم “خليك بالبيت” يعزز الجهود المبذولة ضد مواجهة كورونا، ويهدف سلامة صحة الأسرة وكل أفرادها.
وفي رأيه ان “خليك بالبيت” لا يعني حرمان الفرد من حريته وتنقلاته ، ولكن الظروف الاستثنائية تحتم الان الالتزام بالبيت والخروج في الحالات الضرورية.
وفي رأي محمد بدوي حبيب ان مبادرة القطاع الخاص تعتبر جزءا لا يتجزأ من مساهمات وتعاون كافة الجهات المعنية للخروج من هذه الازمة وذلك من باب نشر ثقافة الوعي الصحي بشكل عام والوقاية من فايروس كورونا المستجد بشكل خاص ، خاصة ان هذه المبادرات تدفع روح التعاون بين الطرفين ، وعليه اتمنى ان تحذو الشركات والقطاع الخاص حذو هذه المبادرات بان تتخذ نفس الخطوات والاجراءات.
واعتبر رامي عبدالله باشهاب انه دور وطني يجب على الجميع القيام عليه والتفاعل مع المبادرات التي تقوم بها الجهات المعنية ويتعاون فيها القطاع الخاص.
أطباء ومختصون
من وجهة نظر الدكتور عماد مراد مدير طبي في احدى المجمعات الطبية بجدة ان هناك بعض رجال الأعمال بادروا تلقائيا في تقديم مساعدات والبعض الآخر خصص شققا لعزل المرضى وخدمة المجتمع، وهناك من بادر باعفاء ايجار أفراد المجتمع ، كل هذه الصور في الواقع تجسد مدى تكافل وتضامن المجتمع الواحد.
ومن جانبه اشار أحمد محمد حجازي مدير طبي باحدى مراكز الاسنان بجدة الى ان هناك صوراً ولفتات إنسانية موثقة في مواقع التواصل الاجتماعي من قبل أفراد المجتمع، مؤكدا ان مكافحة هذا المرض ليست مسئولية الجهات الصحية وغيرها فقط بل هي مسؤولية الجميع .
وفي السياق يرى الدكتور راشد بن زومة اننا لا بد من ان نرد لهذا الوطن شيئًا من الجميل ،وذلك بالتطوع والأعمال التي تقدم الظرف الطارئة ونتصدى بكل عزم وحزم لمواجهة المرض وخدمة من هم في امس الحاجة لنا.
ومن جهته لفت محمد عبد الرحمن فرحات مالك ومدير شركة الى انه ايمانا بدور الافراد والمؤسسات في مواجهة كورونا والحالة الاستثنائية التي تعيشها دول العالم فقد بادر مجلس الادارة بتنفيذ برنامج التثقيف الصحي للوقاية من فايروس كورونا وذلك بتوفير اجهزة التعقيم والزام العاملين والزائرين بضرورة اتباع النصائح الصحية الخاصه بذلك، كما بادرت الشركة بإلغاء نظام البصمة والتعامل بالتقارير الورقية حفاظا على صحة الموظفين وتضامنا مع توجيهات الدولة ووزارة الصحة.
صورة قاتمة
وفي مقابل هذه الصورة المشرقة ، هناك صورة قاتمة لبعض تجار الازمات الذين استغلوا الازمة أسوأ استغلال فرفعوا أسعار المعقمات والكمامات والقفازات، حيث شهدت أسعار بعض السلع ارتفاعاً خلال الأيام الماضية على خلفية ارتفاع عدد الحالات المصابة بفيروس كورونا ما يستدعي ضرورة التعامل بـ “قبضة من حديد” مع المتاجرين بالسلع والمتربحين من الأزمة.
وهنا يقول عبدالله عقل الرفاعي مشيرا الى تخاذل بعض التجار واستغلالهم للازمة فحينما علموا حاجتنا للكمامات رفعوا سعرها اضعافا مضاعفة وقال ان امثال هؤلاء بحاجة لقانون رادع.
والى ذلك حذرت النيابة العامة كافة المنشآت التجارية التي تتمتع بوضع مهيمن بالأسواق من حدوث اية إساءة أو استغلال الظروف الحالية التي تمر بها البلاد للإخلال بالمنافسة أو الحد منها ، مبينة أن عقوبة ذلك تصل إلى الغرامة بـ 10 ملايين ريال.