متابعات

صناعة القوارب الخشبية مهنة تقاوم الاندثار

جازان ـ البلاد

من السهل أن تكون صيادًا ماهرًا.. لكن من الصعب أن تصنع قاربًا.. ذلك هو شعار الكثير من صناع القوارب بجازان. فهي صناعة صعبة، وتطورت كثيرًا في السنوات الأخيرة، وبات العمل الذي كان يستغرق في الماضي عدة شهور يتم إنجازه حاليًّا خلال أيام.

ورغم خروج القوارب الخشبية من حلبة الصراع، إلاَّ أن بعض الصيادين القدامى لا يزالون أوفياء لهذا النوع من الوسائط البحرية، وتحرص جمعية الثقافة والفنون في جازان على إقامة مسابقات ومهرجانات لإعادة الاعتبار للقارب الخشبي، كما أنها وسيلة لتعريف الشباب بالوسائط البحرية القديمة وكيفية صناعتها.

وتعتمد صناعة القوارب في جازان على الأخشاب التي تنمو في المناطق الساحلية الجنوبية الغربية من المملكة وتعرف باسم شجرة الأثل، وتستغرق صناعة القارب نحو60 يومًا تقريبًا فيما تسمّى صناعة السفن والقوارب (القلافة)، ويسمّى صناع السفن قلايق، وكبيرهم يسمّى أستاذًا، وتتطلب صناعة السفن بعض الأدوات مثل الخشب وخصوصًا الساج، وجوز الهند، والصنوبر، والأثل، وكذلك القطن، والمسامير، والشونة، وبعض أنواع الأقمشة لصناعة الأشرعة.

وتصنع قوارب الصيد من الخشب السويدي، وخشب الجاوة الأحمر.. لكن مع ندرة هذه الأخشاب تحوّل الصنّاع إلى شراء الأخشاب من الداخل، كخشب «النيم، والسدرة، والأثل، والعرج»، وهي ذات نوعية خاصة، وإن كانت تكلفتها عالية جدًّا، خاصة خشب «الساج» الذي يتم استيراده من ساحل العاج، ويصل سعر المتر الواحد منه إلى 18 ألف ريال.

وتتنوع استخدامات القوارب الخشبية، فمنها وســــائط الصيــد، وتصنع من أخشاب السويدي، الجاوي، الوشام الأبيض، الشراك، الشلماني، النبار. وهناك مصطلحات خاصة بكل فرد على القارب. فالريس هو قائد المركب، والفرادي مساعد قائد المركب.

الناخوذة المسؤول عن إدارة الأعمال داخل المركب من أكل وشرب وخلافه. الصقير المسؤول عن خدمة طاقم المركب.
وتصنف القوارب إلى ثلاثة تصنيفات منها قوارب الصيد، ويشترط فى الصياد حصوله على تصريح صياد لمزاولة المهنة، ويُعدُّ حرس الحدود هو السلطة التنفيذية لمراقبة عملها، وتفتقر هذه القوارب إلى المعدات المتطورة مثل أجهزة الرفع والجر والسحب، وتحتاج إلى تجهيز وتطوير أكثر لتصل إلى مصاف قوارب الصيد العالمية.

وهناك قوارب النزهة، وهي خاصة لفرد أو عائلة، ويمكن اصطحاب الأقارب والأصدقاء، وعمل جولة صيد بها. وهناك أيضًا قوارب الإيجار، ويشترط في قادة هذه المراكب أن يكونوا غوّاصين، وعلى درجة عالية من المهارة البحرية، فيما تتبع قوارب الأعمال لشركات عاملة في المجال البحري مثل قوارب الجر والسحب (تاق بوت) وغيرها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *