دمشق ـ وكالات
أعلنت وزارة الدفاع العراقية اطلاق عملية عسكرية مشتركة بإسناد جوي، لملاحقة عناصر تنظيم “داعش”، ضمن المناطق الحدودية الفاصلة بين محافظتي صلاح الدين ونينوى شمالي البلاد.
وقال بيان صادر عن مركز الإعلام الأمني التابع لوزارة الدفاع العراقية إن ” قوات مشتركة وبإسناد من طيران الجيش، نفذت عملية أمنية في منطقة كنعوص على الحدود الفاصلة بين محافظتي صلاح الدين و نينوى، لملاحقة العناصر الإرهابية والبحث عن أوكارها”.
من جهته، قال الملازم في شرطة صلاح الدين، نعمان الجبوري، إن “قوات الأمن العراقية رصدت تحركات مريبة لعناصر تنظيم داعش الإرهابي في المنطقة المحصورة بين محافظتي صلاح الدين ونينوى”.
وأوضح الجبوري، في تصريح صحفي، أن “العملية العسكرية التي انطلقت، تهدف إلى قطع طرق الإمدادات لخلايا تنظيم داعش بين المحافظتين، ومنع أي مخططات لإعادة تنظيم صفوفه مرة أخرى”.
وأعلن العراق، في ديسمبر 2017، استعادة جميع أراضيه من قبضة “داعش” الذي كان سيطر عليها في 2014، والتي كانت تقدر بثلث مساحة البلاد، إثر حملات عسكرية متواصلة منذ ثلاث سنوات بدعم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.
ولا يزال تنظيم “داعش” يحتفظ بخلايا نائمة متوزعة في أرجاء البلاد وبدأ يعود تدريجيا لأسلوبه القديم في شن هجمات خاطفة على طريقة حرب العصابات التي كان يتبعها قبل عام 2014.
ومع استمرار تضييق الخناق على داعش الإرهابي على الحدود السورية مع العراق، ترتفع وتيرة تدفق الفارين من جنسيات مختلفة، من مناطق سيطرة التنظيم شرقي الفرات في سوريا، إلى مناطق سيطرة القوات الكردية.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن 110 مدنيين على الأقل تمكنوا من الفرار من منطقة الباغوز، شرقي الفرات، نحو مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وبهذا يكون عدد الفارين من مناطق سيطرة داعش قد ارتفع إلى 36 ألفا و655 شخصا منذ الأول من ديسمبر الماضي وحتى الأول من فبراير الجاري، ومن بينهم سوريون وعراقيون وروس وصوماليون وفلبينيون.
وقد ارتفعت وتيرة خروج المدنيين من مناطق تنظيم داعش شرقي سوريا، منذ إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب سحب القوات الأميركية من سوريا في 19 ديسمبر الماضي.
وكان من بين الفارين أفراد من تنظيم داعش اندسوا بين المدنيين، هربا من المعارك بعد تضييق الخناق عليهم في جيب صغير شرقي الفرات، إلا أن القوات الكردية تمكنت من اعتقالهم، بينما سلم آخرون أنفسهم.
وذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال”، قبل أيام، أن أفراد تنظيم داعش لجأوا إلى شبكات التهريب عبر الحدود والتخفي في أزياء الرعاة الرحل، في محاولة للهرب إلى العراق.
ودفعت هذه التحركات لمسلحي داعش الجيش العراقي في الآونة الأخيرة إلى تعزيز وجوده على طول الحدود مع سوريا، في وقت تخشى بغداد من تسلل أفراد من التنظيم إلى أراضيها.