تفعيلا لرؤية خادم الحرمين تحويل المجلس إلى اتحاد
البلاد – محمد عمر
أكد عدد من المحللين السياسيين أهمية البيان الختامي الصادر عن القمة الخليجية الـ 40 في الرياض، والموقف الثابت تجاه عدد القضايا والتحديات، والحرص على تفعيل مسيرة التعاون بين دول المجلس للانتقال من مرحلة التعاون إلى الاتحاد، وفق رؤية خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز.
حول هذا، قال د.رائد العزاوي السياسي العراقي إن دعوة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، مهمة جدا وتأتى في إطار تطوير المجلس إلى اتحاد، وإعادة هيكلة العمل لتواكب المخرجات تحديات الحاضر والمستقبل.
وأضاف أن الدعوة جاءت لتفعيل قدرات المجلس الهائلة وتوظيفها، ليكون الاتحاد قوة دولية فاعلة ونقطة ارتكاز للقرار العالمي، ورسم مستقبل منطقة الخليج العربي، ومواجهة التحديات الإقليمية والدولية والاقتصادية، مشيرا إلى أن المستقبل سيشهد في حالة الاتحاد قوة بشرية واقتصادية وعسكرية عملاقة في المنطقة الخليجية، تمكنه من فرض الأمن والاستقرار في الخليج وحماية مصالح المنظومة العربية.
من جهته، قال أسامة الهتيمي المحلل السياسي إن لغة البيان الختامي جسدت التحديات المختلفة التي تواجه بلدان الخليج والمنطقة برمتها، وجاءت توجهات قادة القمة لتعبر عن مدى استشعارهم لحجم هذه التحديات، إذ ركز البيان على اتخاذ خطوات عملية وفاعلة يكون لها أثرها الفاعل في التعاطي مع هذه التحديات، وتجاوز الأطر التقليدية للعمل الخليجي المشترك.
وأضاف أن هذه الروح الخليجية الجديدة والتي تأتي إثر تطورات خطيرة شهدتها المنطقة في الشهور الأخيرة، تجلت في الدعوة لتفعيل آليات تنفيذ الانتقال من مرحلة التعاون إلى الاتحاد وفق رؤية خادم الحرمين الشريفين.
وأوضح “الهتيمي” أنه بطبيعة الحال الوصول إلى هذا المستوى المنشود يستلزم اتخاذ خطوات سابقة عليه، وهو ما شمله البيان الختامي بشأن تعزيز العمل الخليجي المشترك بمختلف مستوياته الاقتصادية والأمنية والعسكرية والسياسية، وذلك سيسهل عملية الاتحاد.
مواجهة إرهاب الملالي مسؤولية خليجية ودولية
البلاد – عمر رأفت
شدد البيان الختامي للقمة الخليجية على إدانة تدخلات إيران في الشؤون الداخلية لدول المجلس والمنطقة، وتهديدها لحركة الملاحة بالممرات البحرية، وسبل التصدي لتلك الممارسات العدائية. في السياق، قال شريف عبد الحميد، الباحث في الشأن الإيراني، إن البيان الختامي أشار إلى وقوف دول المجلس صفا واحدًا أمام الاعتداءات والتهديدات الإيرانية، تجسيدا لسياسات المجلس القائمة على الأمن الجماعي المتكامل والمتكافئ للدفاع عن كيان ومقومات ومصالح دوله وأراضيه وأجوائه ومياهه الاقليمية.
وأضاف أن البيان أكد على كون أمن دول مجلس التعاون وحدة لا تتجزأ، وأن أي اعتداء على دولة من الدول الأعضاء بالمجلس هو اعتداء عليهم جميعا، وعبر عن حرص دول المجلس على استقرار أسواق البترول والحفاظ على مصالح الدول المنتجة والمستهلكة. وتابع”عبد الحميد” أن البيان نوه كذلك إلى أهمية دور المجتمع الدولي في الحفاظ على حرية الملاحة بالخليج العربي والمضايق الدولية أمام أي تهديد، مشيدًا بما قامت به الولايات المتحدة والدول الصديقة من جهود لتعزيز تواجدها العسكري في المنطقة لهذا الغرض.
وقال إن تدخلات إيران في العديد من الدول والفوضى التي تحدثها بالإقليم، كانت محل دراسة خلال القمة، حيث تدفع التهديدات الإيرانية دول المجلس إلى مزيد من تعزيز آليات التعاون والتكامل السياسي والعسكري والأمني. وأكد أنه يجب التنبه بشدة لكلمة خادم الحرمين الشريفين، التي أكد فيها على أهمية التعامل بجدية مع برنامج إيران النووي والصاروخي، مشددا على أهمية تأمين مصادر الطاقة وسلامة الممرات المائية والملاحة البحرية في المنطقة.
التمسك بالدولة الفلسطينية المستقلة ورفض الاحتلال والاستيطان
البلاد – مها العواودة
القضية الفلسطينية قضية العرب المركزية، وفي قلب اهتمام القيادة السعودية، وقد عكس البيان الختامي الصادر عن القمة الخليجية الـ 40 ذلك في عدة بنود.
تعليقا على ذلك، قال سري القدوة الإعلامي الفلسطيني إن السعودية عودتنا دائما أن القضية الفلسطينية هي قضية العرب والمسلمين الأولى، ودوما كانت مواقف المملكة حكومة وشعبًا داعمة للحقوق والسيادة الدائمة للشعب الفلسطيني على جميع الأراضي المحتلة ورفض شرعنة المستوطنات، وأكدت مواقف المملكة الداعمة للدولة الفلسطينية على ضرورة تفعيل جهود المجتمع الدولي لحل الصراع، بما يلبي جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ونضاله من أجل استرداد حقوقه المغتصبة.
وأضاف أن تلك المواقف التاريخية الحاسمة للقيادة السعودية تجسدت في القرارات الجادة والمهمة الصادرة عن مجلس التعاون لدول الخليج العربية، حيث جاءت هذه القرارات في هذا الوقت والظروف الصعبة التي تمر بها القضية الفلسطينية، لتؤكد على أهمية الدعم المطلق للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها حقوق الفلسطينيين التاريخية في القدس الشرقية والتأكيد على أنها عاصمة دولة فلسطين.
أما زيد الأيوبي الكاتب والمحلل السياسي، فيرى أن بيان المجلس الأعلى لدول التعاون يؤكد على المواقف الثابتة تجاه القضية الفلسطينية، ويجسد وفاء الخليج بقيادة المملكة العربية السعودية للقدس ويكرس فلسطين كقضية أولى وكبرى لكل العرب والمسلمين.
وأشار أن بيان القمة جاء ملبيا لطموحات وتطلعات الشعب الفلسطيني ويعزز الموقف الرسمي الفلسطيني الرافض لكل المؤامرات التي تحاك بحق القدس واللاجئين الفلسطينيين، وحقهم في العودة إلى ديارهم التي هُجروا منها قسرا.
وختم “الأيوبي” بأن الترحيب بتجديد ولاية الأونروا لثلاث سنوات قادمة يؤكد حرص الخليج على قضية اللاجئين، سيما والسعودية ثاني أكبر مانح لوكالة الأونروا بعد الاتحاد الأوروبي.
اتفاق الرياض بداية نهاية المشروع الإيراني باليمن
البلاد – محمد عمر
اليمن بحكم الجغرافية والتاريخ ووحدة المصير كانت حاضرة بقوة في البيان الختامي للقمة الخليجية، عبر إدانة ممارسات مليشيا الحوثي الموالية لإيران والترحيب باتفاق الرياض وبالحل السلمي وفق منطلقاته الأساسية.
فى البداية، قال القائد العام لقوات الأمن الخاصة باليمن، اللواء يحيى اليسري، إن القمة نقطة مفصلية فى الخروج من الأزمات التي تعصف بالمنطقة، مشيرًا إلى أهمية البيان الختامي وقراراته الحاسمة، خاصة فيما يخص اليمن.
وأضاف أن القمة أعطت أهمية قصوى لملف توحيد الجهود في مواجهة الخطر والتهديد الخارجي على الأمن الاستراتيجي للمنطقة، من قبل إيران وأدواتها وعلى رأسها المليشيا الحوثية، كما شددت على العمل لاستكمال اعادة مشروع الدولة اليمنية المختطفة من قبل المليشيا، ورحبت بالحل السياسي لكن وفق المرجعيات الثلاث.
من جهته، قال مسؤول التعاون الدولي بوزارة الإعلام اليمنية، أكرم توفيق، إن القمة جاءت على قدر تطلعات الشعوب وحملت آمالًا عريضة وقرارات حاسمة لتعزيز مسيرة التعاون والتكامل بين الدول الأعضاء في المجالات كافة، وأكدت على توحيد الصف للوقوف بصرامة أمام التدخلات الإيرانية في المنطقة وتعزيز الأمن المشترك.
وأضاف أن البيان الختامي أوضح الحرص على دعم الشعب اليمني وتعزيز التنمية لفائدة المواطن، ومتابعة تنفيذ اتفاق الرياض وصولًا إلى تسوية شاملة ومرضية انتصارًا لتضحيات الشعب اليمني وإعادة الاعتبار لشرعيته المنتخبة.
بدوره قال وكيل أول محافظة الحديدة، وليد القديمي، إن قرارات القمة جاءت حاسمة على مستوى المنطقة، وجاءت أقوى القرارات في صالح اليمن ليكون ضمن دائرة العمل الخليجي، في ظل اهتمام قيادة المملكة ودعمها للحكومة الشرعية لتحرير ما تبقى من أراضي تحت سيطرة مليشيا الاٍرهاب.
وأكد أن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين لبت النداء ولَم تبخل بشيء على اليمنيين.
دعم خليجي لاستعادة العراقيين وطنهم
البلاد – عمر رأفت
أكد البيان الختامي للقمة أهمية الحفاظ على سلامة العراق وسيادته الكاملة ووحدته الوطنية، ومساندته لمواجهة الميليشيات الإرهابية.
وفيما يخص الموقف من العراق، قال أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن دول مجلس التعاون الخليجي عقدت قمتها الأربعين في مرحلة مليئة بالتحديات بالمنطقة، وكان الملف العراقي من أهم الملفات التي تمت مناقشتها، في ضوء الانتفاضة الشعبية المندلعة ضد العربدة الإيرانية، منذ أول أكتوبر الماضي.
وأضاف أن من أهم قرارات القمة دعم وحدة العراق وسيادته ورفض التدخل الأجنبي، خاصة الإيراني في الأوضاع بالعراق، سيما والجماهير خرجت لتهتف (إيران بره بره.. بغداد تبقى حرة).
وأوضح “الرقب” أن الموقف الثابت من مجلس التعاون الخليجي كان ضرورة تغليب لغة الحوار ووقف العنف داخل العراق، وكان هذا من أهم المطالبات خلال هذه القمة للحفاظ على النسيج العراقي، الذي لا يزال يواجه الكثير من التحديات واستهداف المجموعات الإرهابية لأراضيه ونهب ثرواته.
وأشار إلى أن الحديث عن وحدة أمن العراق والخليج والمنطقة العربية يفتح المجال أمام استمرار الالتزام بالمعاهدات المبرمة بين دول مجلس التعاون والعراق، وبناء رؤية استراتيجية مشتركة.
وأكمل بأن السعودية أكدت أكثر من مرة على ضرورة الحفاظ على وحدة النسيج الوطني بالعراق، ولجم محاولات نشر الفتنة كما تسعى وتخطط إيران، مع التأكيد على ضرورة وقف الصدام بين الشعب والجيش لحقن الدماء، وأهمية فتح قنوات حوار بين الجميع.
الحفاظ على الانتماء العربي للبنان ينطلق من استقلال قراره
البلاد – مها العواودة
لم يغب لبنان عن القمة وبيانها الختامي، الذي أكد على متابعة تطورات الأوضاع في لبنان، وحرصه على أمن استقراره وانتمائه العربي واستقلال قراره السياسي.
وعن الأمر، أكد الإعلامي اللبناني طارق أبو زينب أن البيان الختامي أظهر الحكمة العربية في التعامل مع التطورات الأخيرة، تلبية للتطلعات المشروعة للشعب اللبناني المنهك من الأزمات الاقتصادية والمعيشية، التي تسبب بها ما يسمى بـ” حزب الله” ذراع إيران في لبنان. وأضاف أن البيان الختامي أكد حرص دول مجلس التعاون على استقرار واستقلال لبنان ودعم سيادته، وهو ما يتمناه الشعب اللبناني الغاضب في ساحات الأرز.
في حين يرى، الكاتب والمحلل السياسي السعودي علي القاسم أن القمة الخليجية تعاطت مع الأزمة اللبنانية من منطلقات ثلاث: عروبة لبنان، والتحديات التي تواجه الدولة اللبنانية، وحقيقة الأزمة الراهنة المتمثلة في حالة الإحباط التي يعيشها الشعب اللبناني جراء فساد الطبقة السياسية.
واستدرك أنه على ضوء تلك المنطلقات جاء الموقف الخليجي من أزمة بلاد الأرز، كما عكسه البيان الختامي، مطالبا الكتل السياسية بتغليب مصلحة لبنان العليا على المصالح الحزبية أو الطائفية، وأن يكون القرار لبنانيا صرفا، يصب في خانة تحقيق تطلعات الشعب اللبناني الذي خرج منذ قرابة السبعة أسابيع إلى الساحات والميادين، مطالبا بتطهير البلد من المحاصصة الطائفية التي جلبت على لبنان الويلات.
واعتبر “القاسم” أن دول مجلس التعاون ساندت الدولة اللبنانية باعتبارها الإطار الجامع لكل اللبنانيين الذين يجب عليهم التحرك ضمن سقفه، مؤكدًا أن هذا الموقف الخليجي من لبنان الدولة ثابت، فمجلس التعاون وتحديدًا السعودية، تعد أكبر داعم، فقد تجاوزت قيمة الدعم السعودي منذ ١٩٩٠ وحتى ٢٠١٥ ، أكثر من ٧٠ مليار دولار.
تأييد الحل السياسي بسوريا والترحيب بلجنة الدستور
الرياض – البلاد
ونبهت القمة من خلال بيانها الختامي على المواقف الثابتة، بالحفاظ على وحدة سوريا، والحل السياسي القائم على مبادئ (جنيف 1)، وقرار مجلس الأمن 2254، وإدانة تواجد إيران ومليشياتها على الأراضي السورية.
وفي الإطار، قال الباحث والاكاديمي السعودي د. فهد بن علي العيد، إن مجلس التعاون الخليجي حريص على الحل السياسي في سوريا، المبني على مبادئ جنيف 1 وقرار مجلس الأمن رقم 2254، الذي ينص على تشكيل هيئة انتقالية للحكم تتولى إدارة شؤون البلاد، وصياغة دستور جديد، والتحضير للانتخابات لرسم مستقبل جديد لسوريا يحقق تطلعات الشعب الشقيق.
وأضاف أن القمة رحبت بتشكيل اللجنة الدستورية في سوريا والبدء في أعمالها، معربًا عن أمله في أن يكون ذلك معينًا للجهود المبذولة للوصول إلى حل سياسي للأزمة.
وأوضح “العيد” أن هذه المواقف الثابتة بالحفاظ على وحدة أراضي سوريا، واحترام استقلالها وسيادتها على أراضيها، ورفض التدخلات الإقليمية في شؤونها، وكل ما يمس الأمن القومي العربي ويهدد الأمن والسلم الدوليين, تدل على نظرة سياسية ثاقبة تجاه جميع التحديات المعاصرة.
وختم بأن مجلس التعاون دعم جهود الأمم المتحدة لإعادة اللاجئين والنازحين السوريين إلى مدنهم وقراهم، وتقديم الدعم لهم في دول اللجوء، ورفض محاولات تغيير ديموجرافية سوريا، ولم يغفل إدانته لتواجد إيران ومليشياتها على الأراضي السورية.