البلاد – مها العواودة
فيما أكد القطب السياسي اللبناني وليد جنبلاط، أمس الثلاثاء، أن مايجري بشأن تشكيل الحكومة مخالف للدستور ويجب إجراء الاستشارات النيابية الملزمة، أغلق محتجون طرقًا رئيسية في شمال البلاد، خاصة طرابلس، وأعلن الجيش إصابة عدد من جنوده أثناء فتح طريق الأوتوستراد.
وتتواصل الاحتجاجات في محيط وزارات ومصارف في بيروت ومناطق أخرى، وتزايدت خلال الأيام الماضية مخاوف اللبنانيين من محاولات مايسمى بـ”حزب الله” الموالي لإيران وحلفائه، جر البلاد لفتنة طائفية وسياسية، خاصة بعد أحداث “عين الرمانة” ببيروت، مما يزيد الاحتقان ويدفع بالأحداث لمزيد من التصعيد.
استطلعنا آراء محللين سياسين لبنانيين وعرب حول دلالات أحداث عين الرمانة وتوقعاتهم لمستقبل المشهد.
• استفزازات خبيثة
أكد الإعلامي اللبناني طارق أبو زينب أن أنصار حزب الله وحلفاءه يتعمدون استفزاز المتظاهرين والأهالي وفي أكثر من منطقة، وما حدث في عين الرمانة يذكر بالحرب الأهلية اللبنانية، حيث تسبب خلال الأيام الماضية في حالة هرج ومرج رفضه أهالي عين الرمانة، لأن الجميع متمسك بالعيش المشترك والهوية اللبنانية.
وأضاف لـ(البلاد) أن هذه التصرفات الخبيثة تعمل على تأجيج الطائفية، كما تهدد السلم الأهلي وهي مرفوضة من أهل عين الرمانة، مؤكدًا أن الاستفزازات كبيرة من أنصار حزب الله وحلفائه في مناطق كثيرة وبأشكال مختلفة.
• فتنة متنقلة
وقالت عضو المكتب السياسي لحزب الكتائب اللبناني المحامية ريتا بولس، إن ما حصل في الأسبوع الفائت كان عبارة عن فتنة متنقلة من طرابلس إلى صور إلى البقاع مرورًا ببكفيا والشياح وعين الرمانة، وللأسف كان هناك مخطط لقمع ثورة الشعب اللبنانيّ تعدّ له غرف سوداء، هدفها تحريك الشوارع ونشر الفتنة بين المناطق اللبنانية، سيما ذات الحساسية.
وأضافت لـ(البلاد) أن المتظاهرين والسكان على درجة كبيرة من الوعي لعدم الانجرار وراء هذه الفتن وبقيت التحركات الشعبية سلمية، وفي النهاية سينتصر لبنان السلام على لبنان الحرب ، ولن ينجر المتظاهرون إلى منطق قرروا أن يدفنوه، رغم محاولات البعض لإحيائه.
• ناقوس خطر
أما نائب رئيس التحرير بمؤسسة الأهرام، ربيع شاهين، فقال: لا شك أن الاشتباكات التي جرت في منطقة الرمانة تعد تطورًا خطيرًا في الوضع بهذا البلد الشقيق، وناقوس خطر يتعين علي كافة الأطراف الانتباه له جيدًا، وأن يتخلوا عن طمعهم ويرتقوا فوق خلافاتهم ومصالحهم الضيقة لمصلحة لبنان الذي يأويهم جميعًا، مشيرًا أن انفجار الوضع واتساع النيران لا قدر الله سوف يحرق الجميع بلا استثناء”.
وأضاف أن الأمر مقلق جدًا مع استمرار تواجد الشعب في الشارع، ومع المعاناة وانسداد الأفق يمكن أن يحدث الصدام، في ظل وجود قوى يتسم نهجها بالتجبر والتعالي واستشعار التميز علي الآخرين، وأخص بها حزب الله وحلفاءه، وفي النهاية لايمكن فرض سياسة الأمر الواقع بالقوة والقهر على بقية الشعب.
• اليوم غير الأمس
من جانبه قال المحلل السياسي د. عماد الدين الجبوري أنه لا يتصور عودة عقارب الساعة إلى الوراء، لإحياء حرب أهلية جديدة في لبنان، لأن زعماء الطوائف في واد، وعموم الشعب اللبناني في وادٍ آخر، إذ إن مشتركات الفساد المالي والإداري يخص الطبقة السياسية الحاكمة، وضنك العيش وتردي الأوضاع لشرائح المجتمع بأسره ، مضيفا بأن رفع الشعارات الطائفية والمناطقية، التي يسعى إلى تأجيجها زعماء الطوائف، لن تتسبب في احتراب أهلي بهذه السهولة. بل لن تلقى ذلك التجاوب، فالأعذار لا يمكن اختلاقها، كما أن معطيات اليوم غير الأمس.