ممارسة دولة كندا باستقبال الفتيات السعوديات المراهقات الهاربات من أُسرهن بادعائها حماية حقوق الإنسان ، هي في الواقع إساءة واضحة للإنسان وانتهاكا لحقوقه الفعلية التي تزعم كندا أنها مهتمة بها !
وعندما نقول هذه الحقيقة فإننا سندعمها بالشواهد التي يقبلها العقل والمنطق ويستوعبها الصادقون في حماية حقوق الإنسان بالمعنى الصحيح .
فخروج الفتاة المراهقة من بيت أهلها من بين أمها وأبيها وإخوتها يحمل دلالات على الوضع النفسي غير المستقر لتلك الفتاة والمتأزم لأنها في الأصل لم تكن بحاجة لأن تنتقل إلى أماكن أخرى مجهولة لأنها ستحمل معها أزمتها النفسية وستصبح أكثر سوءا بكل تأكيد ، وبالتالي فإن قبول مريضة نفسية قد تكون تحت العلاج في بلدها يؤكد أن الأمر يتجاوز حقوق الإنسان الذي رفعته كندا كشعار غير صادق ، بينما الواقع يشير إلى تعمدها الإساءة إلى سمعة المملكة العربية السعودية لا أقل ولا أكثر .
علما بأن الفتيات هربن من أسرهن ولا علم للحكومة بهن ، وكان من المهم عرض الأمر على دولتهن إذا كان الاهتمام بالحقوق المزعومة فعلا .فالمملكة لديها جهات لرعاية الفتيات وكذلك معالجة المشكلات العائلية وآثارها وجهات حماية من العنف الأسري ونحو ذلك ، ومن تُقدم على السفر تعرف ذلك تماما وكان أولى أن تتقدم لمن يحميها في بلدها -إن صدقت في ادعائها- إلا أن الفتيات الهاربات يعانين فعليا من الاضطراب السلوكي الواضح وبالتحديد اضطرابات التصرف التي ترتفع في فترة المراهقة وما بعدها .. إذ تظهر الإشارات من خلال السلوك غير العادي الذي يؤدي أحيانا إلى عدم التقبل الاجتماعي .
حيث أن المصابين بهذه الاضطرابات تبدو عليهم حالات العصيان والمشاجرة والسلوك الفوضوي ونوبات الغضب والرغبة في لفت انتباه الآخرين بطريقة غير سوية ، وهي تنطبق على أولئك الفتيات ! ولعل المقاطع التي قمن بتصويرها في أوقات مختلفة تؤكد ذلك بشكل قاطع .
وزيادة على ذلك الصعوبات الانفعالية التي يعانين منها تشير إلى مرض نفسي والمختصون يلمحون ذلك من خلال الشكل والموقف والكلمة وكذلك الرفض الاجتماعي الذي يمثل السمة الغالبة لديهن والذي أدى بهن إلى هذا المسلك الخطير .
وما بدا في تلك المقاطع المصورة لهن يكشف العلامات التي تظهر على الأشخاص الذين يعانون من الاضطرابات السلوكية ومن بينها التحدي والتهديد بإيذاء النفس أو الآخرين وإحداث نوبات غضب ومجادلات في أي مكان وقد وضحت من خلال العبارات التي وردت في تسجيلاتهن المصورة داخل البلد الذي استضافهن ليس لمصلحتهن .
وهنا نقف أمام حالات مرضيّة بحاجة للرعاية الصحية النفسية المطلوبة . إذ تتداخل عدة عوامل تساهم في نشوء مثل تلك الحالات ومنها التركيبة النفسية والعوامل الأسرية والمدرسية والاجتماعية …والأسرة بقدر ما تكون أحد أسباب ظهور بعض الحالات ، فإنها تكون أحد أهم أسباب علاجها بالمتابعة مع المختصين النفسيين .
ويظل المطلب أن تتحرك جهات حقوق الإنسان لبيان هذا الواقع ، ولعل عرضهن على الأطباء النفسيين المختصين هناك سيكشف حالاتهن المرضية .
وليس لديّ أدنى شك بأن من أمضَين هناك شهرا أو شهرين على أكثر تقدير فإنهن في قرارة أنفسهن يبحثن عن مخرج ليقينهن بأنهن أقدمن على خطوات غير مسؤولة لم يحسبن نتائجها الكارثية في حياتهن ، وأن وصولهن إلى كندا أو غيرها لم يزد الوضع إلا سوءا ، وأن العودة إلى أسرهن وبلادهم هو الحل الأفضل لحالاتهن والمناسب لحياتهن في كل الأحوال .